* واشنطن أنقرة الوكالات:
قالت الولايات المتحدة إنها لن تزيد المعونة إلى تركيا وألمحت إلى أنها قد تتخلى عن تركيا كمكان محتمل لنشر قواتها إذا لم تتوصل معها إلى اتفاق بشأن المعونة التي تريدها أنقرة مقابل نشر القوات فيما بدت أنقرة غير عابئة بالتهديدات الأمريكية مشيرة إلى أن برلمانها لن يصوت قريبا على موضوع نشر القوات الأمريكية.
وقالت إن واشنطن وعدتها بمساعدات قد يتم إقرارها في غضون أسابيع بينما تستغرق العملية العسكرية أسبوعا واحدا فقط ملمحة إلى أنها قد لا تحصل على تلك المساعدات في حال انتهاء الحرب وعدم الحاجة بالتالي لأراضيها.
ورفضت الولايات المتحدة يوم الاربعاء أن تزيد حجم المعونة الاقتصادية لتركيا مقابل أن تسمح لها أنقرة باستخدام قواعدها في غزو محتمل على العراق وقالت إنها تعد لنشر قوات أمريكية في مكان آخر في المنطقة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الأسبوع المقبل.
وقال مسؤول أمريكي إن كولن باول وزير الخارجية الأمريكي نقل هذه الرسالة الصارمة مباشرة لعبدالله جول رئيس الوزراء التركي وقال له «هذا كل ما لدينا».
وعرضت الولايات المتحدة على تركيا صفقة معونة اقتصادية تتضمن ستة مليارات في شكل منح وضمانات من الحكومة الأمريكية لقروض تصل إلى 20 مليار دولار تستطيع أنقرة أن تحصل عليها من خلال البنوك الخاصة.
ولكن حتى الآن فإن تركيا ترفض قبول ما يقول مسؤولون أمريكيون إنه «أفضل عرض» وتطالب بمساعدات تزيد على 30 مليار دولار بها نسبة كبيرة من المنح.
وقال مسؤولون بارزون في وزارة الدفاع الأمريكية إن واشنطن أبلغت أنقرة أنها تريد أن تعرف بحلول مطلع الأسبوع المقبل ما إذا كانت تركيا ستقبل صفقة المعونة الأمريكية وتسمح لما يصل إلى 40 ألفا من الجنود الأمريكيين بدخول أراضيها.
وتأمل واشنطن أن تستخدم تركيا كقاعدة انطلاق لغزو محتمل على العراق من الشمال.
وكشف مصدر دبلوماسى مسؤول النقاب عن أن السفير الأمريكي روبرت بيرسون نقل للخارجية التركية يوم الاربعاء ردا شفهيا على مطالب تركيا من الولايات المتحدة في إطار عملية عسكرية محتملة ضد العراق.
وأشار المصدر إلى أن الرد الشفهي تضمن مطالب أمريكية ردا على المطالب التركية.. وأكد المصدر أنه إذا كانت الولايات المتحدة ترى أن عامل الوقت هام بالنسبة لها فإنه يتعين عليها أن تستجيب للمطالب التركية بأسرع وقت ممكن. وقد أعلن رجب طيب أردوغان في تصريح له الليلة قبل الماضية أنه من المستحيل أن تقبل تركيا ضمانة شفهية في مفاوضاتها الجارية مع الولايات المتحدة.
وقال أردوغان إن الضمانة الأمريكية لتركيا يجب أن تأخذ شكل اتفاقية دولية قوية.
وفيما يتعلق بالمفاوضات الاقتصادية بين الولايات المتحدة و تركيا لتعويض أضرار تركيا من عملية عسكرية ضد العراق كشف أردوغان النقاب في تصريحاته عن أن المفاوضات بدأت بخمسة مليارات دولار أمريكى وزادت بعد ذلك لستة مليارات.. ويتعين أن يوافق عليها الكونجرس الأمريكى أولا. وأوضح أردوغان أن الأمريكيين أبلغوا تركيا بأن الكونجرس يمكن أن يوافق على هذه المساعدات في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع.. وأضاف انه في المقابل قيل لنا ان العملية العسكرية يمكن أن تنتهي في غضون أسبوع.. وتساءل أردوغان ما الذى يمكن أن يحدث إذا لم يوافق الكونجرس على هذه المساعدات الاقتصادية عند انتهاء العملية العسكرية ضد العراق؟ وقال اردوغان الزعيم إنه ليس هناك خطط لتصويت برلماني هذا الأسبوع بشأن السماح لقوات أمريكية باستخدام القواعد التركية.
وقال اردوغان لقناة تلفزيون ان.تي.في التركية إنه «لم يتحدد موعد أيضا لمناقشة الاقتراح «في البرلمان» لا في خلال الأسبوع الحالي ولا مطلع الأسبوع المقبل».
وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي إن وزارة الدفاع الأمريكية تستطيع أن تواصل عملها دون السماح لها بدخول الأراضي التركية.
وقال رامسفيلد «بالطبع كلما زادت المساعدة كانت الأمور أسهل وكلما كانت المساعدة أقل أصبحت الأمور أكثر صعوبة، ولكن على أي حال فإن الأمر ممكن».
ولم يشأ رامسفيلد تحديد البدائل التي ينوي البنتاغون اللجوء إليها مع قوله في الوقت نفسه إنها أخذت بالاعتبار مسبقا.
وأعرب الوزير الأمريكي دونالد رامسفيلد عن اقتناعه بأن تركيا، صديقة الولايات المتحدة، «سوف تتعاون بالنهاية بطريقة أو بأخرى» في حال نشوب حرب ضد العراق.
|