* رام الله نائل نخلة:
في مقابلة مع أحد قادة سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي والمعروف باسم أبو أمين وزعت عبر البريد الالكتروني يقول: «لا نعترف من حيث المبدأ بأن في المجتمع الصهيوني مدنيين بل هم جميعاً مغتصبون وقتلة ومسلحون وجنود احتياط، وقد تمكنت سرايا القدس من تصنيع صاروخ اسمته «شهداء جنين» وكذلك تصنيع صاروخ مضاد للدروع وبعض قذائف الهاون» وأصبحت العمليات الاستشهادية أكبر من ان تحتوى ويتم التعامل مع الاستشهاديين بالترتيب الزمني «بالدور الأول فالثاني فالثالث، أما عن علاقتنا بالسلطة فاترة.. لنا عدو مركزي يجب ان توجه كل جهود المقاومة إليه، أما علاقتنا مع حزب الله فنحن واخواننا في حزب الله نواجه عدوا واحدا هو العدو الصهيوني وهناك دعم سياسي ومعنوي مشترك». حول هذه المواضيع وأخرى خاصة بالسرايا كان هذا اللقاء الخاص مع أبو الأمين أحد قادة سرايا القدس في غزة وحول أسماء السرايا قال إن الأسماء لدينا ليست أبدية فهي قابلة للتغير حسب ما ترتئيه قيادة الحركة طالما الاسم العام كما هو والعمل الجهادي هو الهدف وليس الاسم ثم ان اختيار الاسم الحالي هو تيمنا بسرايا النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يرسلها في معظم الأوقات. وحول إذا ما «كان للجهاد تشكيلات ميدانية غير السرايا» يجيب ب«لا». وبعيداً عن تشكيلات السرايا الداخلية تطرق أبو الأمين إلى قضية توقف الأعمال العسكرية للسرايا داخل الأراضي المحتلة عام 48 في الفترة الأخيرة، نافياً أي ضغوطات على الحركة لايقافها، فقال: «من الواضح ان هناك تراجعا في وتيرة العمل العسكري لسرايا القدس داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948 لكن هذا ليس مرجعه إلى الحوار الدائر في القاهرة لأن موقف الحركة معلن عنه بوضوح تام قبل الحوار وأثناء الحوار وبعد الحوار ويقوم على استمرار المقاومة بكافة أشكالها وفي كل الأماكن»، وعزا الأسباب إلى الظروف الميدانية فقط.
ليسوا مدنيين
وحول استهداف المدنيين في العمليات الاستشهادية، وعدم قصر العمليات على الأراضي المحتلة عام 67: «هناك العديد من العمليات التي نفذتها السرايا ضد هذه الأهداف في أراضي فلسطين عام 67 والعدو شهد قبل الصديق لضربات سرايا القدس الموجعة للمحتل الصهيوني سواء في العمق أو ضد الجنود والمستوطنين أو في عرض البحر وكان معظم الاستهداف بالعمل الاستشهادي للحافلات التي تقل الجنود الصهاينة» وتابع «ولكن هذا لا يعني اننا ضد قتل المدنيين أو ما يمكن تسميتهم بذلك حيث لا نعترف من حيث المبدأ بأن في المجتمع الصهيوني مدنيين بل هم مغتصبون وقتلة ومسلحون وجنود احتياط هذا من جانب ومن جانب آخر يعلمنا ديننا التعامل مع الأعداء بالمثل {فّمّنٌ \عًتّدّى" عّلّيًكٍمً فّاعًتّدٍوا عّلّيًهٌ بٌمٌثًلٌ مّا \عًتّدّى" عّلّيًكٍمً } .
وفي رده على سؤال «كيفية الحصول على السلاح؟» يشير إلى الصعوبة في الحصول عليه: «الحصول على السلاح يتم شراؤه من السوق السوداء من المهربين بأسعار مرتفعة جداً، أما أبرز الأسلحة فهي الرشاشات الخفيفة من طراز كلشن ام16 بالإضافة إلى العبوات الناسفة والأحزمة المتفجرة المصنعة محليا وتمكنت سرايا القدس من تصنيع صاروخ اسمته «شهداء جنين» وكذلك تصنيع صاروخ مضاد للدروع هذا بالإضافة إلى بعض قذائف الهاون». بالحديث عن الأسلحة وخاصة «الهاون» والصواريخ المعدة ذاتيا من قبل الأجنحة العسكرية للحركات تطرق إلى الانتقادات حول استعمال هذه الأسلحة والجدوى منها حيث قال: «تقوم السلطة وأجهزة أمنها بالتشكيك بجدوى صواريخ القسام وصواريخ جنين وقذائف الهاون متذرعة انها اسلحة استعراضية لا تمتاز بالدقة في إصابة الهدف ولم توقع إلا القليل من الخسائر وسط العدو. حيث اكد انه مع قلة الإمكانيات يجيء إجراء المحاولات وعلينا تذكر ان صواريخ الكاتيوشا التي استخدمها حزب الله كانت من هذا القبيل ولم توقع إلا القليل من الخسائر البشرية وسط الاحتلال لسنوات عديدة لكنها كانت تثير الرعب وسط مستوطنات شمال فلسطين والتي شكلت ضغطا هائلاً على دولة الاحتلال مما أدى إلى انسحابها من جنوب لبنان». وحول التجهيزات التي تقوم بها سرايا القدس قبل العمليات وخاصة اقتحام المستوطنات يوضح أبو الأمين: «يتم اقتحام المستوطنات والمواقع العسكرية بعد رصد طويل لهذه المستوطنات وتفقد نقاط الضعف فيها وتخير الأماكن الأكثر مناسبة للاقتحام حيث ان هناك ثغرات لأي عمل أمني، هذا بالإضافة إلى الإصرار وحب التضحية التي تدفع أبناءنا لتنفيذ هذه العمليات حيث إن معظم عمليات الاقتحام هي ذات طبيعة استشهادية».
أوائل الاستشهاديين
وعن الحديث عن الاستشهاديين يقول: «تنامت بصورة كبيرة ظاهرة الاستشهاديين في المجتمع الفلسطيني بحيث تصبح أكبر من الاحتواء من قبل أي تنظيم وبالتالي يتم التعامل مع الاستشهاديين بالترتيب الزمني «بالدور الأول فالثاني فالثالث»، والعديد منهم لا يتردد في تنفيذ العملية لدى تنظيم آخر إذا ما توفرت له الظروف حباً في الشهادة وأملاً في النيل من الأعداء».
السرايا والاجتياحات المتوقعة للقطاع
«بالتأكيد أثرت سياسة الاغتيالات على بنيان وتواتر عمليات السرايا» يقول عن تأثير عمليات الاغتيال التي استهدف من خلالها العدو الصهيوني قادة السرايا وكوادرها» لكن سرعان ما يتم التعويض بقادة ميدانيين جدد يتسلمون الراية ويواصلون السير حيث إن سياسة الاغتيالات تمارسها دولة الاحتلال منذ عقود طويلة ولم تتمكن من انهاء المقاومة الفلسطينية ولن تتمكن بإذن الله». أكد أبو الأمين.
وتبادر إلى الأذهان السؤال «حول حجم الاستعدادات لدى الجناح العسكري للحركة» وخاصة مع ازدياد احتمالات الاجتياح الكامل للقطاع، مثلما حدث في الضفة الغربية، تزامنا مع الحرب الأمريكية على العراق: «هناك استعداد كبير لدى سرايا القدس لمواجهة الاجتياحات وهي بالفعل تتصدى للاجتياحات بصورة كبيرة وتقدم الشهداء في كل اجتياح في جنين وطولكرم ورام الله وغزة ورفح وخان يونس وبيت حانون وفي الاجتياح الاخير لحي الزيتون من مدينة غزة قدمت السرايا قائدين من قوادها شهداء أثناء التصدي لقوات الأعداء، هذا بالإضافة إلى التنسيق مع باقي الأجنحة العسكرية ونصب العبوات المتفجرة بالإضافة إلى الكمائن التي تنصب لجنود الاحتلال في حالة ترجلهم عن آلياتهم».
ملاحظات ذاتية
وحول تطور أداء سرايا القدس وخاصة في هذه الانتفاضة سألناه فأجاب: «من خلال متابعة أداء السرايا منذ مطلع الانتفاضة نستطيع ان نقول إن مقاومة مجاهدينا بدأت بإطلاق النار ووضع العبوات الجانبية لآليات الاحتلال وناقلاته ثم العمل الاستشهادي ضد المواقع العسكرية إلى نصب الكمائن للجنود والمستوطنين إلى العمل الاستشهادي في العمق الصهيوني سواء بعمل فردي أو عمل مزدوج تبع ذلك عمل مشترك مع بعض القوى وخصوصاً كتائب شهداء الأقصى حيث تم تنفيذ عمليات اطلاق نار هذا بالإضافة إلى عمل استشهادي عن طريق تفجير سيارة مفخخة بجانب حافلة صهيونية تقل الجنود، هذا بالإضافة إلى عمليات الاقتحام للمستوطنات ومن أكثر العمليات نجاحا كانت عملية الخليل حيث تمكن ثلاثة من المجاهدين من هزيمة جيش الاحتلال وقتل 12 جنديا من بينهم أربعة ضباط وقائد الخليل العسكري الصهيوني، هذا بالإضافة إلى عملية الكوماندوز البحري الاستشهادي حيث تمكن مجاهدان من السرايا من اغراق زورق دبور صهيوني أمام شاطئ غزة».
السرايا والسلطة
وعن العلاقة بين الجهاد والسلطة: «طبيعة العلاقة مع السلطة فاترة، لكننا حريصون جدا ألا تصل هذه العلاقة إلى الصدام مع السلطة لأن لنا عدوا مركزيا يجب ان توجه كل جهود المقاومة إليه. ونحن أعلنا موقفا واضحا بأننا ضد سياسة الاعتقال السياسي والأمني لصالح الاحتلال، ووجهنا اخواننا إلى عدم تسليم أنفسهم لأجهزة الأمن الفلسطينية تحت أي ذريعة لأننا لن نقبل بتكرار الجريمة السابقة للسلطة في الفترة الزمنية 1994 2000م».
وعن حزب الله والعلاقة بينه وبين الجهاد والجناح العسكري «السرايا» يقول: «نحن واخواننا في حزب الله نواجه عدوا واحدا هو العدو الصهيوني وهناك دعم سياسي ومعنوي مشترك لكن العمل الميداني تقوم به حركة الجهاد الإسلامي وحدها لصعوبة التعاون مع حزب الله لعدم وجوده في الساحة الفلسطينية ويلجأ العدو إلى هذا الأسلوب الإعلامي حتى يغطي على فشله وهزيمته أمام ضربات بسرايانا المظفرة.
الحرب العراقية
يخشى الجميع من الضربة الأمريكية على العراق والتي تزداد احتمالاتها فكيف يمكن ان تؤثر على الوضع الفلسطيني؟ يجيب «يبدو ان الحرب الأمريكية ضد العراق أصبحت في حكم المؤكد وهناك ترقب أن تقوم دولة الاجرام إسرائيل لاستغلال هذا الظرف لشن حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني وخصوصا قطاع غزة وهناك استعداد من كل الأجهزة العسكرية للتصدي لهذه المحاولة وتكبيد العدو الخسائر المؤلمة بإذن الله».
مع حجم المخاطر التي تواجهونها ألا تخشون من الموت؟.. «نحن ندرك ان الموت هو نهاية طبيعية لكل كائن حي لا مفر ولا مهرب وندرك ان هناك أجلاً محددا للموت لا يتقدم ولا يتأخر وهذا يجعلنا لا نهابه بل نصبح نجري خلفه طالبين الموتة الشريفة في ساحة المواجهة لنسر الأصدقاء ونغيظ الأعداء».
|