في القضايا المصيرية التي يتجاوز تأثيرها النطاق القطري إلى المحيط الإقليمي والتغيير الآني إلى التغيير المستقبلي، يجب أن يكون الموقف حاسماً، والإصداح بالرأي السليم الصادق الشجاع، إذ يجب ألا يعلو أي شيء على المصلحة العليا، والمصلحة هنا مصلحة الأمة العربية.. مصلحة المنطقة.. مصلحة الأجيال والأبناء والأحفاد.
والآن وما يحدث فيما يسمى بالأزمة العراقية التي وصل الوضع فيها إلى خيارين لا ثالث لهما، حرب مدمرة تأكل الأخضر واليابس، تدمر العراق، وتقضي على كل مقومات البنية الأساسية، وتلغي بلداً عربياً بتجزئته إلى أربعة كيانات أو خمسة، حرب أهلية طاحنة ستكون الأكثر مأساوية في كل تاريخ العرب والمنطقة، تصبح أمامها كل الحروب الأهلية مجرد نزهات، فالتراكمات التي أوجدها حكم الحزب الواحد على مدى أكثر من ثلاثين عاماً سيوجد بحراً من الانتقام سيغرق العراق في بحار من الدماء تتجاوز كل ما سفك منها أيام حكم الحجاج بن يوسف، وغزو المغول، وكل الحروب الماضية.
هذه الحالة السوداوية والوضع الذي يتراءى لكل المحللين إذ ما اندلعت الحرب ضد العراق لن يوقفها إلا شيء واحد هو بكل صدق الالتزام الواضح والحقيقي من قبل النظام العراقي وبكل صراحة التعاون الصادق من قبل الرئيس صدام حسين الذي يجب عليه أن يكون شجاعاً في اتخاذ أقسى القرارات.
وشجاعة الرئيس العراقي صدام حسين وقدرته على اتخاذ القرارات القوية والحاسمة غير مشكوك فيها، وإذا كان قد اتخذ قرارات الحرب بغض النظر عن صوابها. أو اتفاقنا معه أو اختلافنا فإن اتخاذ قرار إلغاء الحرب الموجهة ضد بلاده وشعبه وأمته يتسامى ويتجاوز كل القرارات السابقة، وبالتالي سيكون أكثر القرارات شجاعة، وصدقاً مع الظرف الذي يعيشه العراق الآن، والعرب في هذه الأيام، ما هو القرار الشجاع المطلوب من الرئيس صدام حسين اتخاذه لإفشال كل مخططات الحرب؟!
بكل بساطة.. الإعلان وعن طريقه شخصياً الموافقة على كل ما طلب من العراق تنفيذه.. سبعة بنود وطلبات وردت في تقريري رئيسي لجنة التفتيش الدولية ووكالة الطاقة الذرية.
سبعة بنود أجزم بأن العراق سينفذها على «أقساط» وبدلاً من أن يكون التنفيذ على هذه الشاكلة على الرئيس العراقي أن يحزم أمره ويعلن بكل شجاعة وجرأة وأنفة بأن العراق ومن أجل منع الحرب وحماية العراق الموحد.. والشعب الواحد، يعلن قبوله التنفيذ الصادق والجاد لكل ما طلب منه بلا شروط وبلا تأخير.
هذا القرار.. وهذا الكلام من قبل الرئيس صدام حسين لا يقلل من موقعه ولا من موقفه فبعد التنفيذ يصبح موقفه أقوى وسيطلب غيره.. ويضغط الكثيرون
لرفع الحصار الظالم على شعب العراق ليعود العراق إلى محيطه وإلى أمته.. العراق الذي نريده.
|