* لندن من مايك بيكوك رويترز:
مع تجمع غيوم الحرب في العراق تمسك البريطانيون برفضهم لشن الهجوم بينما يمضي توني بلير رئيس الوزراء في استراتيجية خطرة قد تكلفه غاليا.
ومع تراجع شعبيته بصورة كبيرة في استطلاعات الرأي وبعد المسيرة المناهضة للحرب في العراق التي اجتذبت نحو مليون متظاهر في لندن ذهب بعض السياسيين إلى المقارنة بينه وبين انتوني ايدن رئيس وزراء بريطانيا في الخمسينات الذي سقط في أزمة السويس.
وأظهر استطلاع نشرته صحيفة الجارديان أن غالبية البريطانيين الآن يعارضون التحرك عسكريا ضد العراق وأن غالبيتهم لا يؤيدون أداء بلير في الأزمة وذلك للمرة الأولى.
كما اشتدت المعارضة للحرب داخل حزب العمال الحزب الحاكم في بريطانيا الذي ينتمي إليه بلير.
وصرح نائب برلماني من حزب العمال بأن بلير استدعى مؤخرا عددا من أعضاء الحزب البارزين ليتعرف على حجم المعارضة للحرب داخل الحزب وأنه حصل على رد لم يسعده.
وقال النائب الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز: «رئيس الوزراء عنده مشكلة خطيرة حقيقية وهو يعرف ذلك، لن يحصل على تأييد الأغلبية في حزب العمال».
لكن بلير ودون كلل كرر خلال مؤتمر صحفي أن سلاح الرئيس العراقي صدام حسين سينزع سلميا أو بالقوة.
ويقول بعض المحللين إن المقارنة مع أزمة السويس قد تأتي لبلير ببصيص من الأمل إذا قصر أمد الحرب.
وقال حلفاء رئيس الوزراء إنه حتى يلقى بلير مصير رئيس الوزراء الأسبق ايدن يتطلب الأمر أن يطول أمد الحرب وتقع خسائر كبيرة في الأرواح خلالها وتخرج الحملة عن نطاق السيطرة.
وقال مايكل جيكوبس رئيس مركز الجمعية الفابية التي تنتمي ليسار الوسط لرويترز: «إذا قصر أمد الحرب ولم يرق خلالها الكثير من الدماء فقد يخرج منها بلير سالما حتى بغض النظر عن الحصول على تفويض من الأمم المتحدة أم لا لكن إذا قتل الآلاف واستخدمت الأسلحة الكيماوية وعمت الفوضى منطقة الشرق الأوسط أو حدثت موجة من الهجمات الإرهابية على الغرب في الأشهر التي تعقب الحرب فسيكون الأمر سيئا جدا بالنسبة لبلير».
وفي عام 1956 أعلن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس وكانت شركة خاصة تملكها وتديرها المؤسسات البريطانية والفرنسية.
وفي حرب السويس هاجمت القوات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية مصر.وقال كليف سولي الرئيس السابق للمجموعة البرلمانية لحزب العمال: «من الخطر الدخول في صراع دون تأييد من البلاد أو البرلمان، وهذا ما حدث في أزمة السويس حين سقط رئيس الوزراء»، لكنّ هناك فرصا أكبر أمام بلير للنجاة من هذا المصير سالما.
ففي سياسات الشرق الأوسط تقف بريطانيا بقوة وراء الولايات المتحدة الدولة العظمى في العالم لكن في عام 1956 سحبت واشنطن البساط من تحت أقدام لندن عندما اصرت على الانسحاب الكامل للقوات من الأراضي التي سيطرت عليها القوات البريطانية والإسرائيلية والفرنسية.
|