Thursday 20th february,2003 11102العدد الخميس 19 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أمريكا في مواجهة العالم.. لماذا يكره العالم أمريكا؟: أمريكا في مواجهة العالم.. لماذا يكره العالم أمريكا؟:
حرب العراق حلقة في سلسلة حروب أمريكية من أجل فرض الهيمنة
الشرعية الدولية أصبحت صدى لصوت البيت الأبيض

  * القاهرة مكتب الجزيرة عاطف عوض صابر حمد:
عقد على هامش معرض القاهرة الدولي الخامس والثلاثين للكتاب المنعقد حاليا بالقاهرة ندوة ثقافية حول كتاب (أمريكا في مواجهة العالم.. لماذا يكره العالم أمريكا) ومتى ينتهي عصر الهيمنة الامريكية تساؤلات يحملها كتاب الدكتور سعيد اللاوندي الصحفي بالأهرام القاهرية والمتخصص في الشؤون الدولية حيث يجيب عليها خلال سطور كتابه الذي نوقش مؤخرا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
يقول اللاوندي إن حرب العراق ما هي الا حلقة في سلسلة حروب تصطنعها أمريكا من أجل فرض الهيمنة والانفراد لأطول مدة ممكنة بالقرار الدولي سيما اننا نعيش أجواء (حرب باردة) من نوع جديدة طرفاها ليسا عملاقين أو كتلتين كما كان الحال قبل سقوط حائط برلين في 9 نوفمبر 1989 وانما دولة واحدة عظمى هي أمريكا من ناحية ودول العالم أجمع (بما في ذلك الحلفاء في أوروبا وآسيا) من ناحية أخرى.
ولتكريس هذه الواقع (الأحادي القطبية) كان على واشنطن ان تخطط لسياسة استعمارية جديدة تستهدف (منابع البترول) باعتبار ان من يرغب في ادارة العالم لابد أن يتحكم في ثروات الشعوب (فباسم محاربة الارهاب وضعت يدها على أفغانستان وبترول آسيا الوسطى، وبدعوى مكافحة أسلحة الدمار الشامل في العراق حولت المنطقة العربية (الخليجية تحديدا) الى ترسانة عسكرية امريكية (تشتمل القائمة على مناطق اخرى يسيل لها اللعاب الامريكي هي: الجزائر، والكونغو، وموسكو، ومنطقة القوقاز..).
يضيف الدكتور اللاوندي، والذي يعمل ايضا أستاذا محاضرا بجامعات مصر وسويسرا وبلجيكا، انه لضمان استقرار التفوق الامريكي كان لابد من وضع العراقيل في طريق بزوغ قوى مناوئة اليوم أو غدا.. فشرعت واشنطن تزرع الشوك في طريق صعود الجنس الاصفر (الصين) وتهمش الى أقصى حد الاتحاد الأوروبي حتى كاد يكون ظاهرة صوتية وصبغت القانون الدولي بصبغة امريكية محضة فأصبحت الشرعية الدولية والارادة الدولية والمجتمع الدولي (مجرد صدى) لصوت البيت الابيض.
وبات يتعين على قادة العالم في افريقيا وآسيا ان أرادو البقاءفي مقاعدهم مراعاة مصلحة امريكا أولاً!!
وينقل عن مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة قولها: (انه أمر جيد أن يموت 500 الف طفل عراقي بسبب الحظر.. ان ذلك يخدم هدفنا وهو السيطرة على بترول الشرق الاوسط.
وفي تعليقه على الكتاب قال الدكتور عبداللطيف الريدي استاذ العلاقات الدولية، ان هناك موضوعات لا يجوز فيها الحياد. ويجب ان يعبر فيها الكاتب عن رأيه وعن مصالح وطنه ودينه، ومن هنا كان تأكيد الدكتور سعيد منذ الصفحة الاولى ان هناك مؤامرة وراء 11 سبتمبر. وقال انه استعرض في 12 فصلاً خريطة المسرح القومي والدولي. مشيرا الى ان الكتاب يثير قضايا عديدة تصل اى 30 قضية ابرزها ما يتعلق بهيكل النظام الدولي.. ويقول إن التغير بدأ من التسعينات بعد انتهاء الاتحاد السوفيتي وانفراد امريكا بالعالم.. قبل بوش كانت الهيمنة تدريجية أما الآن فهي مباشرة.
ومن القضايا الهامة ايضا تفاعلات النظام الدولي.. مثل ايعاز أمريكا للعراق بعدم التعرض له في حالة احتلاله الكويت، واستخدم دكتور اللاوندي مصطلحات مثل الحرب المدبرة والخديعة للتعبير عن ذلك.
وتحدث ايضا عن وحدات النظام الدولي.. وانحصار دور الامم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية ما هي الا ادوات تعمل من الباطن لتنفيذ اجندة السياسة الامريكية، وذلك باعتراف هذه المنظمات التي اكدت جهرا انها تلعب هذا الدور لصالح الولايات المتحدة، ومن هذه المنظمات تخرج المبادرات السياسية علنا مثل مبادرة كولين باول العجيبة الخاصة بتدعيم الديمقراطية في العالم العربي.
ثم أشار الى افول الرأسمالية في مواجهة الاشتراكية.. ليس مستبعدا انهيار الامبراطورية الامريكية، وهناك 3 عوامل تؤثر فكرة الحرب المزعومة ضد الارهاب، ويقول د. عبداللطيف الريدي، استاذ العلاقات الدولية، لماذا لم يتم التعامل سلميا مع كوريا الشمالية، أما العراق فالحرب لا نقاش فيها.
وتحدث عن فكرة صعود القوى الجديدة مثل الصين واليابان وفرنسا قضية البترول قضية حاسمة في ادارة الصراع، فالبترول ضابط ايقاع لحركة الصراع.. من يقود من امريكا؟.. تقود اسرائيل ام العكس، فاسرائيل تمثل المشروع الاستعماري في المنطقة وقال ان الكتاب مليء بالشهادات الهامة من الشخصيات الدولية.
قال الدكتور عاطف الغمري المتخصص في الشؤون الامريكية قائلا ان الصين مرتبطة بالاحداث بصورة غير مباشرة وهو ارتباط خاص بالبترول ايضا.
وقد ذكرت مجلة تايم ان خطة الحرب كانت في حقيبة (ديك تشيني) نائب الرئيس منذ عشر سنوات عندما كان شيني في حكومة بوش الأب.
وطالب تشيني في تقريره ان تكون لامريكا السيادة والسيطرة وعدم السماح بأن يكون لأي جهة أخرى قوة او سيطرة، ويحدث الآن خلخلة للعالم العربي وهو ما يشبه الزلزال وتوابعه.
هناك تحالف بين اليمين المسيحي والليكود.. وهناك اصوات داخل هذا اليمين المسيحي تعادي عملية السلام أكثر من المتطرفين اليهود أنفسهم مثل ريتشارد بيرل ودوجلاس فاي ويقولون إن عملية السلام تستخرج أرضا من أيدي اسرائيل متناسين حق الشعب الفلسطيني العربي في أرضه.
تغيرت استراتيجية الأمن القومي الامريكي، فتغير مثلا:
1 الدليل الدفاعي.. تحذير الصين بعدم محاولة المنافسة مع امريكا، بالرغم من أن آسيا مجال حيوي للصين.
2 ضربات وقائية ضد عدو محتمل.. أي عدو وهم لاينتظرون ظهور عدو حتى يتم ضربه، ويقولون (نحن لسنا في محكمة حتى نطلب الدليل.. نحن نضرب بالنية ونضرب العراق لأنه عدو محتمل..
3 المنافسون ينافسون اقتصاديا.. عندما امتلكت الصين القنبلة الذرية فأصبحت قوة عظمى أما الآن فهي في عملية تنمية عاليةجدا مع أن بترولها من الخارج.
4 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اتجهت الدول الاسلامية الصغيرة ودول القوقاز الى الدول العربية والاسلامية من اجل المساعدة ولكنها للأسف لم تجد آذانا صاغية وانتهزت اسرائيل الفرصة لتفاجىء هذه الدول بالمندوبين الاسرائيليين يقدمون لها خط شاملة وكاملة وقدمت اسرائيل مساعدات صحية وبيئية وزراعية وغيرها وهناك الآن أكثر من 30 جمعية صداقة اسرائيلية وخطوط طيران مباشر بين اسرائيل وهذه الدول الاسلامية.
وقال إنه منذ سنوات كانت هناك مؤتمرات مشتركة تمطرها اسرائيل، عندما الغي السلام أصبح هناك مشروع جديد وهو تحالف يضم اسرائيل وحكومة عراق ما بعد الحرب وتركيا وقطر، أي دولة أخرى تقبل الانضمام لتحل هذه المنظومة الإقليمية محل جامعة الدول العربية وبالتالي تعاد صياغة الانظمة الاقليمية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved