* القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور:
بعدما أحال وزارء الخارجية العرب أمر القمة الطارئة للقادة والملوك والزعماء العرب للبت فيها تجري حاليا العديد من الاتصالات والمشاورات لبحث موضوع القمة الاستثنائية التي دعت مصر الى عقدها بشرم الشيخ حيث أعلن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أنه سيقوم بزيارة القاهرة والمشاركة في القمة الاستثنائية. وتأتي الدعوة لعقد القمة العربية الاستثنائية مع نهاية هذا الشهر لتعكس الخطر الذي يهدد المنطقة جراء التهديد الامريكي بشن حرب على العراق. ولقد حسمت هذه الدعوة الأفكار التي ترددت مؤخرا حول وجود خلافات بشأن التبكير بموعد القمة العادية بحيث أصبحت القمة الاستثنائية بمثابة الرد العربي المنتظر على المزاعم التي ترددت مؤخرا حول ان العرب استسلموا لتوجيه ضربة للعراق. وبانعقاد هذه القمة تكون المبادرة العربية لمواجهة الحرب المحتملة قد دخلت حالة نشاط من شأنه ان يوجد حالة زخم سياسي قوي يدعم الاتجاه الاوروبي الرافض للحرب حسب رأي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وتتركز قمة شرم الشيخ الاستثنائية على بند واحد رغم ان الجانب الفلسطيني قد أبدى تحفظه وطالب بأن يجري مناقشة قضية فلسطين الى جانب القضية العراقية مؤكدا ان الموقف الخطير الذي يتهدد العراق يجب ألا يمنع مناقشة القضية الفلسطينية حيث يركز القادة حسب مصادر دبلوماسية مطلعة على الاجابة على السؤال الأساسي وهو ما هو مستقبل المنطقة وهو بالضرورة سيتضمن مناقشة الموقف من القضية الفلسطينية.
وتؤكد المصادر ان التحول المفاجىء بالدعوة لقمة استثنائية من قبل مصر لم يكن مفاجئا بالمعنى المعروف فقد جرى التشاور بشأن ذلك خلال القمة الثلاثية التي عقدت في شرم الشيخ مؤخرا وكذلك المباحثات التي أجراها سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية مع الرئيس مبارك بالاضافة الى الاتصالات المكثفة التي أجرتها القاهرة مع الزعماء العرب والادارة الامريكية وكلها أمور دفعت مصر الى التعجيل بالدعوة للقمة لكي يسمع الصوت العربي عاليا حسب تصريحات الرئيس مبارك مؤخرا.
وأضافت المصادر ان القادة سيركزون خلال هذا الاجتماع على ان يبعثوا برسالة نصح أخيرة للنظام العراقي على أمل أن يستجيب خاصة وان هناك اجراءات وخطوات اتخذت بالفعل على صعيد عملية التفتيش يمكن ان تعطي الفرصة لأن يبدي نظام العراق مرونة كافية للمطالب العربية بالتعاون مع المفتشين الدولين لتفويت الفرصة على الولايات المتحدة بشن حرب على العراق كما سيتطرق القادة الى اهمية اعادة النظر في صياغة المنطقة ومستقبلها مع الولايات المتحدة خاصة وأن المنطقة مقبلة على تغيرات كبيرة قد تنال من استقرارها واستقلالية دولها. وفي هذا الصدد سيؤكد القادة على رفضهم لاية محاولة لتغيير النظام العراقي من الخارج وقد يكلفون الأمين العام عمرو موسى في هذا الصدد بأن يحمل مبادرة جديدة باسم الدول العربية لإقناع العراق بالكف عن الخطاب السياسي المتشدد والالتزام بقرارات مجلس الامن وخاصة القرار 1441 والاستجابة لكافة المطالب المتعلقة بهذا القرار.
وفيما يتعلق بمستقبل الوضع في المنطقة فان القادة العرب يبحثون الاقتراح السعودي المتمثل في مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية لإصلاح الوضع العربي الشامل على أمل ان يجدوا صيغة ملائمة على المستوى العربي تكفل له علاقة متوازنة.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية العربية أن انعقاد القمة الاستثنائية التي تترأسها لبنان باعتبارها رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة على مستوى القمة لن يلغي عقد القمة العادية برئاسة البحرين لبحث كافة القضايا العربية المدرجة على جدول الاعمال والتي تتعلق بمستقبل العمل العربي المشترك.
|