Thursday 20th february,2003 11102العدد الخميس 19 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إنترنت إنترنت
د. عبد الرحمن بن سليمان الدايل

من كرم الله على بني البشر أن جعل لهم وقتاً يركنون فيه إلى الراحة ويخلدون خلاله إلى الهدوء فجعل الليل سكناً؛ وهكذا أراده سبحانه لخلقه، بل وتحدى به المعاندين المكابرين لقدرته. ومن عجب أن هذا الليل الذي ينبغي أن يكون وقت سكون وطمأنينة وهدوء قد حوله البعض الى غير ذلك من الصخب والضجيج وقد يكون ذلك لجريهم وراء وسائل التقنية الحديثة التي دمّرت وقت الانسان في كثير من الأحيان. وكثيرة تلك الدراسات والندوات واللقاءات التي تعرضت لهذا الموضوع وبخاصة التأثير السلبي للتعرض للأجهزة الحديثة وسوء استخدامها والجلوس فترات طويلة أمامها.وكثيرة أيضاً تلك التحذيرات التي يسوقها المختصون والمهتمون ويوضحونها ويسهبون في شرح تفاصيلها ومع ذلك تشير النتائج لبعض الدراسات إلى عدم جدوى هذه التحذيرات وعدم فائدة تلك النصائح. وكأن النتائج تقول:


لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي

فقد وصل البعض من جلوسهم أمام شبكة الإنترنت إلى حد الإدمان، فنسوا أنفسهم وأسرهم وأعمالهم وغرقوا في متاهات هذه الشبكة التي وقعوا في حبائلها دون وعي منهم. فاختلط صالحها مع طالحها. وحسنها مع سيئها.وقد كنا نقول إن ذلك الموقف سيتغير بعد فترة وسوف يعود كل إلى رشده فلكل جديد بهجة.. ولكن الأمر استشرى واستشرى ويبدو أنه لا عودة.وأصبحنا اليوم أمام مسؤولية مزدوجة كيف نعلِّم أبناءنا على كيفية استخدام كل جديد مفيد؟ وكيف نعلمهم الأسلوب الرشيد في تعاملهم معه؟ وهذا في حد ذاته يمثل مسؤولية تربوية في المقام الأول لا تتوقف واجباتها عند المدرسة فقط، بل إن البيت يقع عليه الكثير من المسؤوليات لمتابعة أبنائهم الذين يقضون الليل متيقظين وينامون النهار غير مبالين. فكيف بهم في المدرسة؟ وكيف بهم التحصيل العلمي؟ وقبل ذلك كيف يكونون في صلاتهم والمحافظة عليها؟ أعتقد أن الأمر جد خطير إذا ترك كما هو عليه الآن.
ولكن كيف يكون الحال إذا كان الآباء أنفسهم في حاجة لمن يأخذ بأيديهم نحو الطريق الصحيح؟ وهنا نقول إن مقولة من شابه أباه فما ظلم في حاجة الى إعادة نظر لأنه قد ظلم واستغرق في ظلمه لنفسه أولا. وهكذا فنحن في موقف يتطلب إعادة نظر شاملة قبل أن يفوت الأوان وتصبح هذه الوسائل التقنية المعاصرة وسائل لقتل الوقت الذي هو عمر الإنسان. فهل من مستجيب؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved