الإدارة الأمريكية الحالية ماضية قدماً في اجراءاتها لمكافحة ما تسميه «الارهاب» وتذليل العقبات المتبقية من أجل احتلال العراق تحت ذرائع شتى، حتى ولو
كان هذا وذاك على حساب أمن المواطن الأمريكي سواء خارج بلاده أو داخلها. ففي الولايات المتحدة الأمريكية يعيش المواطن الأمريكي في حالة خوف وترقب فالسلطات المختصة تحذره بين فترة وأخرى من هجمات محتملة للقاعدة كان آخرها خطاب وزير العدل جون أشكروفت في السابع من فبراير والذي دعا فيه الشعب الأمريكي إلى رفع جاهزيته إلى اللون البرتقالي محذراً من هجمات محتملة للقاعدة، اضافة إلى مساهمة الرئيس الأمريكي نفسه في هذه التحذيرات عدة مرات كان آخرها ما ورد في خطاب الاتحاد الذي ألقاه في أواخر شهر يناير حذر فيه مواطنيه من هجمات عراقية عليهم بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية!!
وذهب الرئيس إلى أبعد من ذلك حينما اتهم العراق بعلاقة مباشرة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في البيت الأبيض في الأول من فبراير والهدف من هذا وذاك هو رفع وتيرة الخوف لدى الشعب الأمريكي لدفعه أكثر إلى تأييد العمل العسكري ضد العراق والحصول على أكبر نسبة تأييد له في ذلك، بعدما انخفضت تلك النسبة في الفترة التي سبقت خطابه الاتحادي.
أما المواطن الأمريكي خارج بلاده فإنه يعيش في حالة خوف ورعب وداخل بروج محصنة ليس بسبب الوسط الذي يعيش فيه بل بسبب سياسة بلاده أولاً ثم بسبب بياناتها المتكررة التي تصدرها بين الحين والآخر وتحث رعاياها على الحذر واليقظة من هجمات محتملة عليهم وعلى الحيطة والحذر والاستعداد للسفر عند الضرورة، اضافة إلى التقليص المستمر لعدد الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في سفاراتها في الدول العربية والإسلامية ودول العالم الثالث وبعض دول أمريكا اللاتينية وذلك خوفاً من هجمات محتملة على تلك السفارات أو الأفراد حسبما ورد في تلك البيانات.
وإن السياسة الأمريكية الحالية سواء المتعلقة بمحاربة ما يسمى «الارهاب» أو النزعة الجامحة في احتلال العراق قد أثرت سلباً على أمن المواطن الأمريكي وأصبح مكروها أينما حل، بل ومعرضاً للأذى أو القتل أكثر من أي وقت مضى وما الحوادث التي وقعت ضد الرعايا الأمريكيين في الآونة الأخيرة إلا دليل على ذلك، مثل مقتل جنود ومدنيين في الكويت ومقتل أحد دبلوماسييها في الأردن ومقتل عدد من الأطباء في اليمن ومقتل دبلوماسي آخر في لبنان ومقتل أحد جنودها في قطر ومقتل مدني آخر في الفيلبين، اضافة إلى تعرض القوافل العسكرية في الكويت إلى اطلاق نار بين الحين والآخر.
وأصبحت الحملة الأمريكية ضد ما يسمى «الارهاب» هي حملة «لإرعاب» المواطن الأمريكي سواء داخل بلاده أو خارجها.
|