هل الكراهية والبغضاء صفة أخلاقية موجودة في طبيعة النفس البشرية؟ ماذا لو بحث الشخص عن جذورها في داخله.. وحاول أن يقذفها بعيداً.. إذاً لعم الخير وساد بين الناس دفء الحب والمودة.. بدلاً من البغضاء، ولحلت فضيلة التسامح والعفو.. بدلاً من المعاداة. وماذا لو بحث عن أسباب وقوع تلك العداوات والحرب، ومحاولة الابتعاد عنها.. فهل ستقرع طبول الحروب وتسال الدماء وتقع المآسي؟!
أليست الكراهية.. وطمع السيطرة والتوسع، بسببها فتك أعداء البشر بضحاياهم وأبادوهم وسلبوا حقوقهم وقهروهم بكل تلذذ وفخر.
أليست الحروب الصليبية.. والحربان الأولى والثانية العالميتان وجرائم الصرب في البوسنة، وما صنعه ميلوسوفتش وجيشه في الألبان وكوسوفا وغيرها مجرد أمثلة عن ما تختزنه النفس البشرية من شرور وعداوة وحقد.. والتي قد أشعلتها الكراهية بسبب العرق والدين والعنصرية.. وخاصة ما حصل بعد أحداث 11 سبتمبر.. فالكل متشائم بدقائق تلك الأحدث.. قلق وخوف على الحاضر والماضي، وأصبح ساكن الأودية والصحاري يعرف ما يحدث الآن.. وأن اللغة التعصبية المتطرفة المستخدمة من دول الغرب ضد أبناء دول الشرق أصبحت شاغل كل شخص.. وأصبح المسلم في نظر الغربيين مسؤولاً مباشرة عن أي حادث يقع في أي دولة.. حتى ولو كان على بعد الآلاف من الأميال. عليه فقد أصبحت وبشكل واضح بأن حرب الحضارات قد بدأت فعلاً.. حتى ولو حاول البعض من الباحثين نفي وقوعها!!
أرى بأن المستفيد من تلك الظروف.. من قتل وإبادة للصغير قبل الكبير.. هو الكيان الصهيوني، وما يفعله شارون بالشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وسلب للحقوق الشرعية. عندها، لا نعلم ما هي نهاية ذلك الحقد في داخل النفس البشرية.. وإلى أين سوف ينتهي.. خاصة ما يحدث حالياً من حشود عسكرية أمريكية بريطانية من خلال حرب محتملة على العراق. والله يستر من عواقبها وما يدور من خلفها من شرور قد تحدث للمنطقة بأكملها واللهم احفظ عبادك.
|