الماءُ سرُّ حياتنا ودوامُ
هو بَدءُ كلِّ خليقَةٍ وتَمامُ
الماء غوثُ اللهِ يزجيهِ إلى
هذا الوجودِ، ونعْم ذا إنْعامُ
الماءُ كنزٌ لا مثيل لِدُرِّهِ
قَطَراتُه يَحْيا بها الآنامُ
اللهُ ينزل رزقَه فيهِ علىَ
كل البرايا، حيث كُلٌ قاموا
لكُمُ شرابٌ، منه أشجارٌ بها
ظِلَّ، ومنه تعيش ذي الأنعامُ
والزرعُ والزيتونُ من ثمراتِهِ
والنخلُ والرُّمانُ نِعم طعامُ
لو ضاعَ ماء غابَ ذلك كله
والناسُ من ظمأٍ هنالك صاموا
لا.. لن نضيِّعَ نِعمةً.. إنا بها
نحيا، ونرفض أن يجيء سقَامُ
حفظُ المياهِ فريضَةٌ ما مثلها
فالماء آلاءُ الإلهِ ضِخامُ
أوْصَى النبيُّ بذاكَ نِعْم وَصيةٌ
لو كنتَ في نهرٍ فذاك لِزامُ
اليومَ جمعكُمُ لصونِ مياهنا
دولُ الخليج لها بذاك كلامُ
يا إخوةٌ، إن السماء بفيضها
سَحًّا سخياً ليس ثم فِطامُ
لكنْ هو الحفظ الذي من شأنِهِ
صَوْنُ الحياة له عليِّ ذِمامُ
ظمأ البرية شَرُّ حربٍ مهلكٍ
والماء خيرٌ دائمٌ وسلام
إني سأحسبُ كل قطراتٍ، أنا
مستهلكٌ، أنا ما عليَّ ملامُ
فالماءُ للدنيا جميعاً روحها
والهدرُ قَتْل مِهلكٌ وحرامُ
ما القتْلُ في أرض المعارك وحدها
لكنَّ هَدْرَ الماءِ فيه حِمامُ
ما القتْل سيفٌ قاطع، لكنه
بالماءِ غُيِّضَ فاتكٌ ولُهامُ
لو كنتُ ذا أمرٍ لكانتْ زجرةٌ
للمسرفين، وضدهم أحكامُ
التاركينَ الماء يغرقُ أرضهم
مِن غير ما سُقْيا، وليس لجامُ
الهادرينَ الماءَ في دوراتهم
كالنهرِ يدفق، والجميعُ نيامُ
يا كلّ ذيِ حسنٍّ نبيلٍ إنه
ظمأٌ يبيدُ وفي الوجود قَتَامُ
ان تحفظوا ماءً بأرض قابعٍ
ولكل دفق موعد ونظامُ
سيكونُ عمرُكُمُ ربيعاً ناضِراً
ويدوم ريٌّ، تشبَعُ الأقْوامُ
إنْ نحن ضيْعنا المياهَ اليومَ لا
عَيْشٌ يظلُّ وكلنا سنُضَامُ
لنكُنْ جميعاً في سفينٍ واحدٍ
ننجو، وإلاَّ غاصَتْ الأَقدامُ
سُحُبٌ جِهامٌ لن تكون روافدا
إنْ كان مخزون هناك بَسامُ
غَوْثٌ من الرحمن ينجي، إنه
للشاكرين، ومَن لذاك لِزامُ
الحافظينَ الماءَ نعْمةَ خالِقِي
سيزيدهمْ، ويعمُّهُمْ إنْعامُ