تساؤلات هامة تحتاج الى اجابات مقنعة من اجل صحة ابنائنا شبابا واطفالا، حيث نجدهم من اكثر المقبلين على الوجبات الجاهزة السريعة في المطاعم من سندوتشات الهامبرجر والسجق والمقليات والبطاطس الشيبس وغيرها من عشرات الانواع من مأكولات المطاعم بالاضافة الى المأكولات المغلفة مثل البسكويت والشيكولاته بجميع انواعها والتي اكثر من يقبل عليها هم اطفالنا، والذين يتناولوها بصفة خاصة امام التلفزيون.
فمند عام 1960م نجد ان نسبة بدانة الاطفال قد زادت بنسبة 50 وهذه هي نتيجة طبيعية للعادات الغذائية الخاطئة. وتمثل البدانة مشكلة خطيرة حيث تؤدي الي مالا حصر له من مشكلات جسدية ونفسية. وتعتبر بدانة الاطفال سببا رئيسيا في ضغط الدم المرتفع. كما ان لها دورا كبيرا في الاصابة بمرض السكر، ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وامراض المفاصل، وعدم انتظام الدورة الشهرية، والكثير من الاختلال الهرموني.
وحيث ان الزيادة في وزن الاطفال قد تستمر معهم الى مرحلة النضج، لذلك يكون الاطفال ذوو الاوزان الزائدة اكثر تعرضا للمتاعب المرتبطة بزيادة الوزن. ويتضمن ذلك امراض القلب، وضغط الدم الشرياني، والسكتة الدماغية، والحصوات المرارية، والنقرس، والاختناق اثناء النوم «تقطع التنفس الطبيعي اثناء النوم».
وبالمثل يكون للآثار النفسية للبدانة نفس الاثر المدمر. فالاطفال والمراهقون ذوو الاوزان الزائدة دائما ما يتعرضون لمضايقات مستمرة من اقرانهم واحيانا ممن هم اكبر منهم على انهم افراد من غير المرغوب فيهم كأصدقاء. وفي الكثير من المجتمعات نجد الكثير من النكات والفكاهات المثيرة للضحك عن ذوى الاوزان المفرطة تكون مشهورة جدا. فعندما يكبر هؤلاء الاطفال يكونون مجبرون على ان يعيشوا في سلسلة ممتدة من التعليقات اللاذعة، كما يعيشون ايضا في جو من التفرقة الاجتماعية. ونتيجة لكل ذلك نجدهم يعانون من سوء تقدير الذات، ويشعرون بعدم المساواة.
ويعتبر كل موقف اجتماعي يتطلب الظهور امام الناس هو موقف محرج لكل بدين. مثلا ظهور الفتى البدين في فصول التربية البدنية، وفي حمامات السباحة العامة، واينما تدعو الظروف الى ارتداء الملابس الكاشفة تكون اوقاتا عصيبة بالنسبة له. وهؤلاء الذين يقررون الاشتراك في مسابقات رياضية غالبا ما يعانون من المذلة لكونهم آخر من يتم اختيارهم للفرق الرياضية. وفي المدارس غالبا ما نجد ان الطلاب ذوي الاوزان الزائدة غالبا ما يكونون اضعف اكاديميا من اقرانهم ذوي الاوزان الطبيعية، كما انهم يحصلون على ادنى متوسط من الدرجات. وكشباب مقبلين على الدراسة الجامعية وعلى الحياة الوظيفية، نجدهم يعانون من صعوبة في اكتساب القبول في الكليات وفي الحصول على عمل وكذلك في الحصول على الترقيات المستقبلية في العمل.
ومما لا غرابة فيه انه على مدار الزمن تؤدي مثل هذه الخبرات السلبية الي قلة تقديره لذاته، وضعف ثقته بنفسه ويؤدي ذلك بدوره الي بداية مالا يحمد من التواجد في دائرة العزلة الاجتماعية، والاحباط والخمول، وزيادة الاقبال على تناول الطعام، ومن ثم استمرار زيادة الوزن.
|