يتابع كل الناس في أنحاء الأرض مايجري حول العراق بكل تفاصيله ويهمنا هنا إيراد بعض الملاحظات التي تولدت لدي وسمعتها من كثير من أصدقائي وهم بالتأكيد ليسوا سياسيين ولعل ما يلفت الأنظار حقاً هو الحماس الشديد والرغبة الأكيدة لدى الحكومة البريطانية على مدى الأعوام الماضية في قتل وتدمير كل ما له صلة بالمسلمين أو العرب فنحن نرى رئيس الحكومة البريطانية يتنقل من بلد إلى آخر لإقناع الحكومات الأخرى بالمشاركة بتدمير وقتل العراق والعالم ومن يراه على هذه الحالة يتوقع ان الجيوش العراقية في طريقها لاحتلال بريطانيا وهو يحاول مع الدول الأخرى إيقاف هذا الهجوم وإنقاذ بلاده. ومن يرى ويسمع وزير خارجية بريطانيا في مجلس الأمن يظن ان طائرات B52 العراقية تدك مدينة لندن في نفس الوقت ويبدي كثير من الناس إصرار الحكومات البريطانية على إعادة الوجه الاستعماري البشع السابق لبريطانيا في القرون السابقة حيث كانت بريطانيا سبباً رئيسياً وحيداً ومباشراً في جملة مشاكل العالم الآن وعلى سبيل المثال لا الحصر مشكلة فلسطين وتسليم الأرض العربية لليهود كذلك مشكلة كشمير وإعطاؤها للهند وهي باكستانية ومشاكل الدول الخليجية مع بعضها حدودياً ويتساءل الكثيرون لماذا لا نرى هذه الحماسة القوية كما في مشكلة فلسطين؟ ولماذا هذه السلبية من بريطانيا تجاه القتل والتدمير اليومي للشعب العربي الفلسطيني من قبل الجيش اليهودي باستخدامه في ذلك الأسلحة المحرمة دولياً؟
إنني ويوافقني الكثير أفهم حماسة الحكومة الأمريكية في هذا الشأن لأن الأمريكان لا حول لهم ولا طول نظراً لأن صاحب القرار في أمريكا وكما هو معروف لدى الجميع هم في كثير من المؤسسات من اليهود سواء أعضاء في الحكومة أو التشريع أو الاقتصاد أو الصناعة أو الإعلام فليس للأمريكيين إرادة حرة مقابل اليهود وهم أي اليهود يعملون لتأمين اسرائيل حاضراً ومستقبلاً ولايهمهم أمريكا ومصالح أمريكا وسمعتها وعلاقتها مع الدول العربية أو الإسلامية ولكن من غير المفهوم ان تأتي حكومة بريطانيا وهي حكومة متحررة من تحكم اليهود ويكون لديها كل هذا التصميم على قتل العرب والمسلمين (كما يجري في أفغانستان) وتدمير أية قوة عربية.
إننا وبكل بساطة لا نفهم هذا الشعور إلا من منطلق ان البريطانيين يريدون تجربة أسلحة جديدة على الشعوب العربية والإسلامية ولعلنا نعطيهم بعض العذر عندما نرى الحكومات العربية والإسلامية لا تتخذ أي إجراءات لوقف هذا الحقد والشر البريطاني.
|