* الرياض وهيب الوهيبي:
ودعت الندوة العالمية للشباب الاسلامي مجموعة من ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين تشرف على برنامجهم، وذكر امين عام الندوة العالمية للشباب الاسلامي والمشرف العام على المكرمة د. صالح بن سليمان الوهيبي ان الدفعة الاولى المغادرة شملت ضيوف المليك من المانيا وكرواتيا وكندا، وغادر على اثرهم الضيوف الذين قدموا من بريطانيا والسويد والتشيك، وذلك على مدار «48» ساعة خلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وقد كان في وداعهم المدير التنفيذي للمكرمة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن المهيدب الذي نوه بمشاعرهم الكريمة تجاه المكرمة الملكية التي ضمت «320» حاجاً من اوروبا وامريكا، شملت نخبة من الدعاة والمفكرين والقادة الاسلاميين والمسؤولين، كما اعرب الضيوف عامة والمغادرون خاصة عن شكرهم وخالص دعائهم لمقام المليك حفظه الله على تلكم اللفتة السامية المعهودة.
العودة إلى مجلس الأمن
بعد أسبوع حافل بمظاهر الدبلوماسية الشعبية، التي تمثلت في التظاهرات المليونية والدبلوماسية الرسمية انطلاقاً من الإخفاق الأمريكي في مجلس الأمن إلى نجاحات أوروبا في تسوية خلافاتها داخل الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي تتوجّه الأنظار مجدداً إلى مجلس الأمن في المشاورات غير الرسمية التي بدأت اعتباراً من يوم أمس وسط محاولات دؤوبة من قبل كل من الولايات المتحدة وبريطانيا لاقناع المجلس بإصدار قرار بشن حرب على العراق.
وبينما سادت قناعة بعد الاجتماع الأخير لمجلس الأمن بأن الحجج لا تزال واهية لتوجيه ضربة للعراق فإنه يبدو أن كلاً من واشنطن ولندن تصرّان على الضربة في تجاهل تام لكل ذلك التيار المناهض للحرب والذي يستند بصفة أساسية على تقريري كبار مفتشي الأسلحة الذين أفادوا بتعاون العراق كما يستند إلى التظاهرات الهادرة التي عمت مدن العالم منددة بالحرب..
وقد تكون بريطانيا والولايات المتحدة تشجعتا بتسوية الخلافات داخل الحلف الأطلسي وهي الخلافات التي نجمت عن معارضة فرنسا لإجراءات حماية تركيا لكن الغياب الفرنسي عن المناقشات العسكرية للحلف أسهم في تبني تلك الإجراءات التي ترى باريس أنها ستقود تلقائياً إلى الحرب.
كما ترى واشنطن ولندن أن المواقف في الاتحاد الأوروبي تجاه العراق زادت درجة في اتجاه التشدد، إذ لم تستبعد القمة الأوروبية خيار الحرب ولو كملاذ أخير..
ومع ذلك فإن المعارضة الأوروبية التي تتمثل بصفة خاصة في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا تبدو أكثر صموداً في شقها الألماني بينما يقول مراقبون إن فرنسا قد تعتقد أنه في ظل الاستعداد الأمريكي لشن الحرب فمن الأفضل تأييد قرار للأمم المتحدة يجيز استخدام القوة حتى لا تسهم في تقوية أيدي مسؤولين أمريكيين يفضلون تجاهل الأمم المتحدة كلياً.
والآن فإن حقائق الأشياء على الأرض لا تزال تؤيد التريث في توجيه الضربة للعراق، حيث حلقت أمس ولأول مرة طائرة «يو 2» التجسسية في سماء العراق تلبية لمطالب مفتشي الأسلحة الدوليين وهي خطوة يتم تسجيلها لصالح العراق إذ قبل بهذا التحليق على الرغم من أنه كان يشترط لحدوثه أن تتوقف الطلعات الجوية الأمريكية والبريطانية فوق منطقتي الحظر شمال وجنوب العراق.
ومن المفيد دائماً البناء على الإيجابيات لتفادي هذه الحرب وللحفاظ على القدر المتبقي القليل من التوافق الدولي وهو توافق قد يكتسب روحاً جديدة إذا استطاع العالم الخروج من هذه الأزمة دون حرب أخرى خصوصاً وأن مقومات تفادي الضربة موجودة.
|