يوم الاثنين أمس الأول تلقينا نبأ وفاة عزيزين من حملة القلم، وأساتذة الفكر، ففي الرياض هاتفني الأخ فيرند ابن الأستاذ الدكتور عدنان الرشيد أستاذ الأدب الالماني بجامعة الملك سعود، والكاتب السياسي في جريدة «الجزيرة» وصاحب المؤلفات العديدة التي نشرت باللغتين العربية والألمانية.
الأخ فيرند «الذي قد يبدو اسمه غريبا» إلا ان تمسك والده رحمه الله بالتفرد وحبه للغة اختار هذا الاسم لابنه وهو أحد أسماء الأسد» ابلغني الأخ فيرند ان والده توفي. ورغم ان الموت حق وأن لكل إنسان أجلاً، ورغم علمي بأن الدكتور مريض وأنه يعالج في المستشفى العسكري بالرياض، إلا ان الإنسان ضعيف أمام فقد أصحابه، فقد آلمني الخبر واستعنت بالله ليمدني بالصبر مستذكرا كتابات وأحاديث الدكتور الذي كان يأمل ان يعود يوما لبلاده «العراق» معززا بعد ان تزول الغمة التي طالت طويلا.
وما ان عدت من مقبرة النسيم حتى تلقيت خبراً بالفاكس من الأستاذ عبدالله القاق مدير تحرير جريدة الدستور الأردنية يحمل خبر وفاة الأستاذ محمود الشريف وزير الإعلام السابق ورئيس تحرير جريدة الدستور الأردنية.
وقد ولد المرحوم محمود إسماعيل الشريف في مدينة العريش عام 1925 وحصل على بكالوريوس آداب من جامعة القاهرة أدب إنجليزي ودبلوم دراسات عليا في وسائل الاتصال الجماهيرية من جامعة سيراكيوز بالولايات المتحدة الأمريكية.
عين في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية رئيساً لقسم الأخبار في الفترة بين عامي 1957 و1958 ثم مديراً للإعلام في إدارة التوجيه الوطني ما بين عام 1958 و1960.
أسس في عام 1960 صحيفة «المنار» المقدسية اليومية كما ترأس في تلك الفترة تحرير مجلة «الأفق الجديد» وأسس في عام 1962 صحيفة «الجروزالم ستار» الناطقة باللغة الانجليزية التي استمرت في الصدور حتى عام 1963 وبعد صدور قرار دمج الصحف اليومية دمجت صحيفة «المنار» و«فلسطين» بصحيفة واحدة هي «الدستور» وصدر العدد الأول منها في آذار عام 1967.
تسلم المرحوم الشريف في الدستور منذ تأسيسها مواقع قيادية في التحرير وفي الإدارة مديرا عاما منذ عام 1977 ولعدة سنوات وكان آخر منصب تسلمه في الدستور موقع رئيس التحرير المسؤول.
وشغل المرحوم الشريف مناصب مهمة في الإعلام في الأردن والوطن العربي إذ عين في عام 1969 مديرا للإعلام في دولة قطر حتى عام 1974 كما شغل منصب رئيس اتحاد الإذاعات العربية في الفترة بين 1974 و1976 وعين في عام 1978 عضوا في المجلس الوطني الاستشاري وانتخب عضوا في لجنة شؤون الضفة الغربية وعين عضوا في لجنة الميثاق الوطني.
عيّن وزيرا للإعلام في حكومة الرئيس طاهر المصري في تشرين الأول عام 1991 وبقي في نفس الموقع في حكومة الأمير زيد بن شاكر الثانية التي شكلت في تشرين الثاني عام 1991 والتي استقالت في آيار عام 1993.
والمرحوم كان عضوا في عدة منظمات إعلامية ودولية ومؤسسات وله اهتمامات في مجال الحوارات بين الإسلام والغرب وقام بتأليف كتاب عن «فيتنام» وترجم كتابا للمرحوم المستشرق محمد الأسد بعنوان «الحكم في الإسلام» وتم انتخابه رئيسا في لجنة الحريات في اتحاد الصحفيين العرب.
وللمرحوم الشريف ثلاثة أولاد وابنتان و13 حفيدا ويحمل عدة أوسمة أردنية وعربية منها وسام الكوكب الأردني ووسام الاستحقاق المصري.
رحم الله الفقيدين اللذين كتب الله لهما ان يموتا في أرض غير التي ولدا فيها.. الدكتور عدنان الرشيد ولد في بغداد وتوفي ودفن في الرياض، ومحمود الشريف ولد في العريش في مصر قرب فلسطين وتوفي ودفن في عمان بالأردن.
|