* انقرة من رالف بولتون رويترز:
دخلت تركيا في حرب اعصاب سياسية مع الولايات المتحدة يوم الاثنين حين اشارت الى انها سترجىء اتخاذ قرار بشأن السماح لقوات امريكية بالانتشار في اراضيها تمهيداً لهجوم محتمل على العراق.
وقال رئيس الوزراء التركي عبد الله جول للصحفيين خلال قمة طارئة للاتحاد الاوروبي بشأن العراق ان حكومته لن تطلب من البرلمان التصويت على فتح قواعد عسكرية لقوات امريكية كما سبق ان اعلنت. وكان من المقرر اجراء التصويت امس الثلاثاء.
وقال جول في مؤتمر صحفي (لن نتوجه الى البرلمان التركي غدا. لدينا بعض المخاوف تتعلق بموضوعات اقتصادية وسياسية وعسكرية يتعين طمأنة الحكومة التركية بشأنها اولا).
وكانت الولايات المتحدة قد ذكرت بوضوح انها تتوقع صدور قرار من البرلمان يوم الثلاثاء بشأن السماح بنشر قوات في (جبهة شمالية) ثانوية يقول خبراء عسكريون انها ستجعل اي عمل ضد العراق أسرع وأقل تكلفة بالنسبة لواشنطن.
وقال دبلوماسي غربي (هناك خطة لا تشمل جبهة شمالية.. الامريكيون ربما يكونون يقتربون من النقطة التي يتعين عليهم عندها اتخاذ قرار هناك. انهم يشعرون ان الوقت قصير).
وقال جول في وقت سابق انه سيتحدث مع مسؤولين في واشنطن لتسوية الخلافات ونسب اليه متحدث باسم الحكومة اليونانية قوله لرئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس ان مشروع القرار سيعرض على البرلمان (خلال الايام القليلة القادمة).
وقال وزير الخارجية ياشار ياقش ان بلاده لن تسمح لقوات امريكية بالانتشار في اراضيها دون الاتفاق على المساعدات المالية.
وقال ياقش لوكالة انباء الاناضول الرسمية (لن تدرج مسالة ارسال الاقتراح (الى البرلمان) على جدول الاعمال الا بعد التوصل الى اتفاق لا يمكنني تحديد موعد لان علينا التوصل الى اتفاق اولا).
وعند الحدود العراقية قالت مصادر عسكرية ان مسؤولين عسكريين امريكيين واتراك يعقدون اجتماعات مع جماعات كردية عراقية تسيطر على شمال العراق. وقال شهود عيان انهم رأوا طائرة هليكوبتر تتجه الى قاعدة تابعة للجيش لاجراء محادثات تهدف الى تخفيف حدة التوتر بين تركيا والاكراد العراقيين التي قد تعوق اي عمل امريكي.
وأكد جول على ان انقرة سيكون عليها في نهاية المطاف ان تساند اقرب حلفائها في حلف الاطلسي غير انها تسعى للحصول على ضمانات لامنها. واذا اخفقت انقرة في التوصل الى اتفاق مع واشنطن بسرعة فستلغي الجبهة الشمالية ومعها برنامج مساعدات امريكي من شأنه تجنيب الاقتصاد التركي الوقوع في ازمة.
وصرح جول للصحفيين قبل مغادرة انقرة (هناك نقاط بعينها نوليها اهمية).
وأضاف (دون التوصل الى اتفاق حول تلك النقاط اعتقد ان من الصعب اقناع البرلمان).
وتسعى تركيا للحصول على مساعدات مالية يقول محللون انها قد تتراوح بين اربعة مليارات و15 مليار دولار او تزيد عن ذلك للتخفيف من الاثر الاقتصادي لاي حرب.
|