Wednesday 19th february,2003 11101العدد الاربعاء 18 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا تردد بلا تردد
سقطت فاقدة الوعي!
هدى بنت فهد المعجل

أحاول ما استطعت ألا أواكب كل حدث في وقته كتابة حتى لا تتزامن الفكرة مع فكرة أغلب الكتاب، فيمتعض القارىء، أو يعرض عن قراءتي، وربما أخفق في محاولتي فلتتغاضوا عني بهجة بالعيد الذي عزم على الرحيل «هذا إن لم يرحل في نظر البعض» وأنا ما أزال أردد مع الشاعر الشعبي:


مدري «الأطفال» باقي يفرحون
في قدوم العيد فرحتنا زمان

ومع الشاعر الشعبي الآخر:


العيد فرحة واللقا كله أفراح
ويا حلوها لا كانت افراح «طفله»

إلى أن اصطدمت عيناي بخبرٍ في جريدة «اليوم» مفاده أن طفلاً لم يتجاوز الثالثة عشرة اقدم على شنق نفسه بعد ان ابلغته والدته عدم قدرتها على شراء حذاء جديد له لمناسبة عيد الأضحى بسبب ضيق ذات يد أبيه، حيث أفاد المصدر أن الطفل انزوى في إحدى غرف الشقة بعد ان ابلغته والدته بذلك وجلست تشاهد التلفزيون غير أبهة بصراخه وغضبه، لكنها بعد ذلك سقطت فاقدة الوعي عندما دخلت الغرفة لترى ابنها معلقاً من السقف بواسطة غطاء نسائي للرأس..
الخبر أفرز لنا عدة قضايا.. الانتحار اللامبالاة وعواقبها ضيق ذات اليد - الهروب من الوضع المأساوي بوضع أسوأ منه الصعوبة في إيصال الوضع المادي المتردي للأبناء بطريقة ترضيهم به.
خبر يؤكد بيتي الشعر السابقين، ولا يمتلك الفرد حق تغيير الوضع المادي المتدني إلا ببضة ريالات لا تطفىء ظمأ صغاره.. لكنه «إن أراد» امتلك وسيلة يرضيهم بوضعهم هذا فيسلمون ويطمئنون تحسباً لموقف يصدر منهم دون وعي، كما صدر من الطفل أعلاه.
تقديم تردي الوضع المادي للأبناء في قدور صدأة، وبصلابة، وقسوة، وعنف تولد الأفكار الشيطانية (انتحار سرقة - قتل ....)
كم من منازل أغلقت على فقر.. وفرش حصير، ومراوح توشك ان تقع على رؤوس ساكنيها.
كم من أبدان سترت بثياب مرقعة، بالية، تكاد تصرخ من نتانة أجساد لابسيها.
كم، وكم، وكم........! ولكنك حين رؤيتك لهم تجد إشراقة الوجه... ورضا.. وسكوناً... لأنهم امتلكوا من جعلهم يستوعبون ضيق ذات اليد... وإن للإمكانات.. وللطاقات.. وللقدرات حدود لا يمكن تجاوزها.
* مدري «الأطفال» باقي يفرحون..؟
* يا حلوها لا كانت أفراح «طفله»...!
لست متشائمة.. بقدر استيائي من وضع لا يسر.. لا أود أن يستمر ترديدي لهذين البيتين إلى أعياد أخرى قادمة دون أن توجد الإجابة، أو نطمس علامةالتعجب تلك...


أتحرى العيد أكثر من طفل
وأتعذر فيه لأجل أسأل عليك

طفل...!!
«يتحرى» العيد.. ينتظره بشوق عارم لاقتناء حذاء... وبدلة...
وبمجيء العيد تغلق حوانيت الأحذية والبدل في وجهه..
يالها من قسوة!! إذاً.. دعوني «اتحرى العيد أكثر من طفل»
حتى أواصل تساؤلي:
«مدري الأطفال باقي يفرحون في قدوم العيد فرحتنا زمان».
فاكس: 8435344 03

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved