Wednesday 19th february,2003 11101العدد الاربعاء 18 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مركاز مركاز
عودة إلى المشري
حسين علي حسين

عرفت عبدالعزيز مشري منذ سنوات طويلة، وعلى ضراوة ما كان يحصل بين الكتاب والمثقفين السعوديين، فقد ظل عبدالعزيز ماسكاً لشعرة معاوية، فلم يسئ لأحد ولم يسئ له أحد، وحتى الذين يسيئون له بين وقت وآخر على قلتهم، كان يتحاشى الحديث عن اساءتهم، كان نبيلاً ونظيفاً، فيه حكمة القرية الجبلية وصلابتها وفيه كرم واباء وعزة أبناء القرى الجبلية.. كنت أعرف ويعرف غيري أن عبدالعزيز يعيش بدون موارد مالية، ومع ذلك فقد كان يبدو لك وكأن كافة أموره محلولة وكافة طلباته مجابة وكافة أزماته الصحية والمالية في طريقها إلى حل سريع، لذلك فهو يتحدث ويبتسم ويلقي النكات وكأننا نحن من نعاني الأزمات لا هو..!!
والذي يسترجع أدب عبدالعزيز مشري يجده صورة طبق الأصل منه، ففيه انتصار للخير والجمال والمودة، وفيه اعلاء من شأن الأرض وانسانها، وفيه تصوير آسر للطبيعة الجبلية ولإنسان القرية وفيه احتفال بالمطر والنماء والنقاوة!!
من ينظر إلى أدب المشري يجد أنه يحتوى على مزايا جديدة أبرزها امتلاكه الشجاعة الكاملة للتحول من المرحلة الرمزية التي من الواضح أنه لم يمتلك أدواتها في ذلك الوقت أو أنها لم تلب طموحاته في الالتحام مع قضايا وهموم من يتوجه لهم بخطابه القصصي والروائي إلى المرحلة الواقعية وكانت هذه المدرسة هي الأكثر ملاءمة لمن يتوفر على تقديم صورة عن القرية الجنوبية وهي صورة لم تكن سياحية كما فعل العديد من كتاب القصة والرواية المجايلين للمشري بقصد لفت أنظار المستشرقين والمترجمين إلى أدبهم، ولكنها كانت صورة ناطقة ومليئة بالبشر، لم تكن مزيفة ولا ممكيجة، فهي عن قرية لن يعرفها أحد تماماً، إلا إذا كان فناناً بقامة وبساطة المشري!
لقد عاش المشري وهو نصير للجمال والمودة والنقاء، فلم يغضب أحداً ولم يتحامل على أحد.
لقد عدت لقراءة بعض أعمال عبدالعزيز مشري الآن، لأرى هل ما كان يكتب عنه من دراسات ومقالات مجرد هبة عاطفية، فوجدت أن هذا الكاتب رغم ما كتب عنه مازال بحاجة لمن يدرسه وليس أنسب من هذا الوقت، فقد فتح الطريق أمام أبناء جيله ومن جاء بعده، للغوص في منطقة ثرية عامرة بالنماذج الانسانية والمكانية والمناخية، الكفيلة بانجاز ملاحم روائية، وهو ما بدأه المشري بدأب ومثابرة كنا ومازلنا نغبطه عليها.. وقبل ذلك لماذا لم يفكر نادي أبها أو نادي الباحة، في عمل شيء يخلد ذكرى عبدالعزيز مشري، ويفتح الأعين على نتاجه الثري، من خلال وضع مسابقة في الرواية والقصة باسمه أو من خلال اطلاق اسمه على أحد الشوارع في المناطق التي عاش فيها.. حتى لا يقال عنا أننا حالما نواري أعلامنا القبر ننساهم وكأنهم لم يقدموا نبضهم وصحتهم وراحتهم لهذه الأرض الطيبة،،

فاكس: 4533713

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved