قبل ان يفقد فريق الهلال كأس الأندية الخليجية في قطر وهو يتعرض لعملية زعزعة مستمرة منها ما هو مقصود ومنها ما ليس كذلك.. هذه الزعزعة ازدادت بعد الخسارة المتوقعة والتي كانت بوادرها ظاهرة للعيان قبل البطولة.. وقد تحدثت عنها قبل أول مباراة للهلال في قطر وأكدت ان الهلال سيفقد البطولة السهلة نظريا لأنه يعيش حالة انعدام وزن فنية ومعها ازمة ثقة في عناصر الفريق ومدربه ومستواه تتحمل الإدارة العبء الأكبر في حدوثها.
فمع أول تعادل للفريق مع بالاتشي وكان ذلك أمام الرياض بدأت الأحداث تتوالى على الساحة الهلالية.. فالفريق الذي تسلمه بالاتشي وهو يقبع في مركز لا يليق به رغم ان الذي يقوده هو المدرب المعروف ماتورانا لم يشفع للسيد بالاتشي تاريخه المعروف مع الهلال ومع الفرق التي دربها قبل وبعد الهلال أقول لم يشفع كل ذلك لهذا المدرب ان تقف معه الإدارة وتدعمه في عمله الجاد لاعادة وهج الفريق المنطفئ منذ عامين تقريباً.. فبدأ التشكيك في المدرب والتصريح بأن التعاقد معه تم رغما عن الإدارة وذلك نظراً لبدء الموسم واعتذار خمسة مدربين قبله وان ترتيبه السادس بينهم ولم يخرج أي تصريح ينصف المدرب ويؤكد الثقة فيه وفي قدراته وان الهلال لم يتعاقد معه أصلاً إلا لمعرفة الجميع بما حققه مع الهلال وتجربة أسماء عديدة بعده فشلوا جميعاً في كسب ثقة الهلاليين.. ولذلك فتحت جبهة قوية تجاه المدرب جعلته في موقف ضعيف زاده ضعفاً الشروط الغريبة التي قيل ان عقده تضمنها ومنها عدم اختلاق مشاكل مع اللاعبين!! فبعد التعادل مع الرياض وما تلاها من اجتماع للرئيس مع اللاعبين داخل أرض الملعب ومعاتبة الدعيع علنا أمام زملائه على خطأ الكرة التي جاء منها هدف التعادل للرياض ثم معاتبة سامي أمام الجميع على تصريحه تجاه الأجانب ونفس الشيء مع الثنيان ومشاركته القصيرة ومطالبته بالفرصة كباقي زملائه كل هذه الأحداث كانت بداية الانهيار للروح المعنوية التي عادت مع عودة بالاتشي وتسلم الإدارة الجديدة لمهامها وانتعاش الفريق بالانتصارات التي حدثت.
فالمحاسبة الهلالية المبكرة والتي لم يعتد عليها اللاعبون كان لها «في اعتقادي» تأثير سلبي فالدعيع واصل الأخطاء وبشكل اكبر من خطأ الرياض بعد ان فقد شيئاً من الثقة في نفسه.. وسامي لازم غرفة العلاج بعد ذلك التمرين لحوالي ثلاثة أيام والثنيان فضل الابتعاد وتوترت الأجواء من الداخل وبشكل لم يساعد الجهاز الفني الكفؤ «وهذا ما نعرفه تماماً عنه» لتتوالى بعد ذلك الضربات للمدرب واللاعبين دون ان يكون هناك ذلك الشخص القادر على امتصاص هذه الضغوط وتحملها لإعادة اللاعبين لوضعهم المعتاد واتاحة الفرصة أمام المدرب ليعمل في أجواء صحية.
ففي قطر كان تصريح زيدان وريفالدو سقطة كبيرة جدا هزت الفريق ولاعبيه المهزوزين أصلاً.. فبدلاً من احتواء هذه الأوضاع وامتصاصها عن اللاعبين زاد هذا التصريح الطين بلة كما يقولون ولم يحل المشكلة.. حيث ظلت الأوضاع كما هي ان لم تكن أسوأ.
فالإداري الناجح هو من يوفر الأجواء الجيدة للاعبين ويدفعهم بالحضور والمتابعة لتقديم الأفضل وان لم ينجح كل ذلك فآخر العلاج كما يقولون الكي.. فكم من مرة خرج المرحوم عبدالله بن سعد يقول انني المسؤول عن الخسارة والجميع يعلم انه لا يلعب ولكنه يريد مشاركة اللاعبين وتحمل المسؤولية عنهم لتكون حافزاً له لمطالبتهم ببذل المزيد في المباريات المقبلة.
هذا الكلام لا يعني ان الإدارة وهي السبب او نقدا موجها لأحد لكنه تشخيص للواقع الحالي للاعبين كنا نعرفه طوال السنوات الماضية.. وسواء كان صحيحا أو خاطئا فإنه لابد من التعامل معه كما هو حتى يتم تعديل الوضع مستقبلاً وتتغير المفاهيم لدى اللاعبين ونتقدم أكثر نحو الاحتراف الحقيقي.فإذا كان الهلاليون يسعون فعلاً للسير في الطريق الصحيح فإن عليهم دعم مدربه والدفاع عنه أمام الحملات الإعلامية طالما انه على رأس الجهاز الفني.. والدفاع عنه ليس لمصلحته هو وانما من أجل مصلحة فريقهم.. وعليهم الثقة في الجهاز الفني والاقتراب أكثر من لاعبيهم وفريقهم وبحث الأسباب التي هزت الفريق خلال الفترة الماضية.
ثقافة دبّلها
ولعل ثقافة دبلها المعروفة بين اللاعبين قد تكون السبب الرئيسي في خسارة الهلال للقب الخليجي والتبلد الذي أصاب لاعبيه خلال البطولة.. فقد عود الهلاليون لاعبيهم طوال السنوات الماضية على البذل بسخاء والتحفيز المادي لدفع لاعبيهم للإنجازات.. ولذلك أصبح بعض اللاعبين يعطي حسب ما ينتظره من مكافأة.وحين اختفى هذا الأسلوب فقد الهلال بطولة السوبر الآسيوي ثم تلتها البطولة الخليجية وهما اللتان كانتا قريبتين جداً من اللاعبين لكنهم لم يبالوا بفقدهما طالما لن يحصلوا على المكافأة التي غابت عن كأس آسيا وكأس الدوري.. فالوضع النفسي لبعض اللاعبين في لقاء العربي الكويتي يعكس ثقافتهم وفهمهم المحدود للاحتراف وضرورة أداء العمل الموكل لهم كما يجب والذي بموجبه ينالون مرتباتهم الضخمة.. حيث شاهد الجميع كيف ان خسارة المباراة لم تكن تعنيهم اطلاقا وتحركاتهم خلال اللقاء أكبر دليل على التبلد الذي أصابهم.
وذلك وفي غياب من يقوم بكل المهام التي ذكرنا سواء الإعداد النفسي الجيد أو التحفيز المادي الذي اعتاد اللاعبون عليه كان طبيعيا ان يختفي الهلال ويعجز المعنيون فيه عن فهم حقيقة ما حدث وكيف يمكن علاجه!.
مجاملة الاتحاد
** اعتاد الاتحاديون على الحديث عن المجاملة التي يزعمون ان غيرهم يحظى بها على كافة المستويات ومن يفعل ذلك يدرك انه ليس صادقاً وانما يهدف للضغط على المعنيين للحصول على مكاسب أكثر وأكثر.
لكن الواقع يقول ان الاتحاد حاليا هو المدلل الحقيقي بما يجده من قرارات خاصة لم يحصل عليها سواه.. ففي حوادث سابقة حدثت خلال الموسمين الماضيين هناك تجاوزات عديدة عن ممارسات بعض لاعبي الاتحاد سواء في عدم صعود المنصات الرسمية عند التتويج او دخول بعض الإداريين للملاعب فضلاً عن التغاضي عن تصرفات بعض الجماهير الاتحادية سابقا.. وفي هذا الموسم فقط حصل الاتحاديون على استثناء خاص لتسجيل لاعب الاتفاق حمد العيسى وبشكل مخالف للأنظمة وتم التجاوز عن تصرفات لاعبيه محمد نور ومبروك زايد واسامة المولد الذين صعدوا للمدرجات واشتبكوا مع الجماهير.. وتم العفو عن مهاجمة سيرجيو بعد أحداث الموسم الماضي ولم يوقف سوى مباراتين فقط.. وتم تجاهل معاقبته بعد طرده أمام الافريقي.
وكان للجنة الاحتراف حقها في محاباة الاتحاد حين سمحت بتسجيل مهاجمه الجديد أبوبكر كمارا دون تحديد للاعب الرابع الذي يخصص للمشاركات الخارجية فقط كما اجبرت الهلال الموسم الماضي بتحديد اللاعب المفرغ للمشاركات الخارجية فاختار الهلاليون الكاتو.. في حين سجل الاتحاد أربعة لاعبين وعاد والغى عقد سيرجيو ولاندومارا وأعاد ماريللو وأشرك من يريد منهم في كل مبارياته.
أقول كل ذلك حتى نوضح الصورة والحقيقة أمام الجميع.. لأن هذه الأحداث لو كانت لغير الاتحاد لسمعنا العجب العجاب وأتصور لو ان غيرهم استفاد من العفو الأخير على الأقل بمشاركة لاعبين بحجم محمد نور والمنتشري أمام القادسية لقالوا الكثير والكثير.
لمسات
** الهلاليون صدقوا فعلاً ان فريقهم عبارة عن مجموعة من العواجيز.. فالتشكيل الهلالي يضم التمياط والغامدي والدوخي والجمعان والعلي والشلهوب والحربي وجميعهم أقل من الـ26 عاما.. ولا يوجد سوى ثلاثة لاعبين فقط فوق الثلاثين أما حارس المرمى الدعيع فإنه في مقياس أعمار الحراس مازال في مقتبل العمر!
** إذا كان الهلاليون يبحثون عن مدربين في البرازيل فعلاً فإن هذا يعني انهم يسيرون في ذلك الفكر الإداري الذي طالب ببقاء مدرب درجة الشباب كامبوس سنتين وتمسك بمواطنه لوري ساندري بالنواجذ.. وأصر على استمرار ماتورانا وجدد عقده رغم فشله ورفض بالاتشي وقال عن يوردانيسكو انه «مش قد كذا..» وسعى مرارا للتعاقد مع البرازيلي نونس وطرح اسم جويل سانتانا.. و... و.. و!
* بالاتشي لم يمض سوى 50 يوما تقريباً ويقال ان الهلاليين يبحثون عن مدرب بدلاً عنه.. إذ صحت الرواية رغم ان الإدارة لم تنفها فإن الأفضل ان يبحثوا عن عصا سحرية وليس عن مدرب.. فبالاتشي أكفأ من كل المدربين الذين أشرفوا على الهلال وهو لا يحتاج سوى للوقت فقط حتى ينتصر على كل من حوله كما انتصر سابقاً!
* الهلال مقبل على مرحلة حاسمة وليس بحاجة لكل الآراء التي تنخر في الفريق ومدربه ولاعبيه والتي وقفت الإدارة أمامها موقف المتفرج الراضي بما يحدث!.
* من الآن يحتاج الهلاليون لتهيئة فريقهم بأنه سيكون خارج المنافسة الآسيوية.. وان المطلوب من لاعبيهم في الإمارات هو تشريف الكرة السعودية بالأداء الجيد والعرض اللائق باسم الهلال.. وان التأهل ليس مطلبا في ظل ترشيح العين الإماراتي والسد القطري والاستقلال الإيراني.. إذا فعل الهلاليون ذلك فهم سيضعون الخطوة الأولى على طريق التأهل الصعب.
* الحكم علي المطلق تسبب في خسارة القادسية الكبيرة امام الاتحاد فأين ردة الفعل القدساوية التي شاهدناها ضد فرق معينة!
* تحت إشراف المدرب القدير يوردانسكو خسر الهلال بطولة الخليج ايضا!
* يخطىء الهلاليون إذا اعتقدوا ان فتح صفحة جديدة مع الاتحاد سيعيد العلاقة الجيدة بين النادييين فالاتحاديون يتعاملون مع الهلال كخصم أول ووحيد ولهذا لابد من إضعافه والوقوف أمامه بكل قوة ولن يكون موضوع سيرجيو أو مرزوق آخر الأدلة!
* جدول مباريات النصر في الدوري مرتبط بطريقة مريحة جداً وبعيداً عن الضغط.. وذلك لعدم وجود مشاركات خارجية لديه.
|