أربعة عشر مليون ريال سعودي هي الحصيلة النهائية التي اجتهدت لأخرج بها في السعي لايجاد ناتج إجمالي الخسائر المالية التي تكبدتها الأندية السعودية من بداية الموسم الرياضي الحالي حتى إجازة عيد الأضحى المبارك وتلك الخسائر الجسيمة حدثت جراء التعاقد مع كوادر تدريبية غير جيدة.. أو لاعبين محترفين مقالب.. وهم الغالبية..!!
وللمعلومية ففي كل موسم رياضي محلي تحدث خسائر مادية فادحة، بل مخيفة للأندية..!! والرقم يتفاوت من موسم إلى آخر بحسب العقليات والتدابير الفنية الموجودة.. ولو كان هناك جهة تهتم بإحصاء تلك الخسائر خلال العشر السنوات الأخيرة لظهر لدينا.. رقم مخيف من الصعب أن نتخيله وقد يتجاوز.. ربع مليار ريال سعودي.. ويشمل ذلك كافة المصروفات العشوائية في الأندية على الكوادر غير الوطنية المقالب لاعبين، مدربين، أطباء، مدربي لياقة، ومدربي حراس.. إلخ، مع ملاحظة اننا ندفع بعملات مختلفة (دولار-استرليني...)، وهذا الرقم غير المستغرب قابل للتضخم في ظل احتدام المنافسة الشرسة بين الأندية على البطولات واللعب في ورقة «الفلوس» التي أصبحت المسير الأول للحصول على البطولات، بيد ان هناك أسباباً أخرى قد تكون مهمشة لدى الغالبية في الوسط الرياضي مثل السماح لكل من هبَّ ودبَّ بالدخول إلى عضوية الأندية أو رئاستها مستغلاً تلك الشروط التي عفا عليها الزمن وحان وقت تغييرها..
وهناك الاتكالية على مكاتب التعاقدات الخارجية التي أصبحت تتحول إلى «لوبي» يهدد مصالح الأندية فنياً ومادياً..!
أما إذا كنتم تريدون وجهة نظري فإن السبب الحقيقي لتلك الأزمة واسمحوا لي أن أسميها أزمة لأنها تستحق هذا اللقب بجدارة فيعود إلى ان السلطات الرياضية التنفيذية المختصة بهذا الأمر «لجنة الاحتراف، اللجنة الفنية» لم تناقش هذا الأمر بجدية وبرؤية مستقبلية، حيث لا يوجد أي تقارير فنية عن المدربين الأجانب واللاعبين المحترفين ومدى فائدتهم؟ وهل تغير مستوى الدوري بوجودهم. أو بوجود واحد منهم؟ وما المعوقات التي تصطدم بها الأندية عند البحث عن المدرب أو اللاعب الجيد؟! أين الرسومات البيانية التي تحدد مدى ارتفاع وانخفاض مستوى الدوري؟ وكذلك مستوى اللاعبين الأجانب والمدربين؟ أين الاحصائيات الرسمية عن عدد اللاعبين الأجانب؟ وما الجنسيات التي تنجح في الدوري السعودي وما الجنسيات التي يحالفها الفشل؟ ما هي آثار العادات والتقاليد واللغة وغيرها على مستويات القادمين من الخارج (مدربين، لاعبين، أطباء، ...إلخ)؟!!
ينبغي ان نعي ونفهم أن الأجانب بمختلف مسمياتهم الوظيفية هم إضافة إلى مرتكزات أساسية لدينا (ملاعب، إعلام، نجوم، دعم حكومي، دعم خاص) ولذلك يجب ان تكون الإضافة إيجابية وتعين على التقدم بدلا من ان تكون سلبية تجعلنا متوقفين في أماكننا أو تجري بنا إلى الخلف بدون ان نشعر بذلك..!
في ألمانيا كانت مشكلة المقالب للاعبين الأجانب المحترفين في الأندية الألمانية تؤرق الاتحاد الألماني لكرة القدم وللخروج من تلك المعضلة. اشترط الاتحاد الألماني على الأندية ضرورة اخضاع أي لاعب محترف «غير دولي» إلى تجربة فنية مع لعبه كأساسي في مباراتين وديتين على الأقل.. أما اللاعب الدولي أو من كان «دولياً» فلا مانع من التعاقد معه مباشرة.
في تركيا تتعامل الأندية مع النجوم الدوليين بتوقيع عقود طويلة الأجل كما حدث في تعاقد «فنار بخشه» مع الدولي الأرجنتيني «أورتيجا»، أما غيرهم فبنظام الإعارة كما حدث مع لاعب النصر السباق الغاني أوهين كندي عندما وقَّع معه فريق أف سي بنظام الإعارة وعندما نجح وقَّع معه لمدة ثلاث سنوات.
في مصر يأخذون اللاعب الأجنبي من أدغال أفريقيا وعمره لايتجاوز السادسة عشرة ويعطونه راتباً شهريا مقداره مائة دولار...!!! وعندما يصل العشرين يوقِّعون العقد الرسمي معه بألف وخمسمائة دولار وإذا ما بزغ نجمه فإن بيعه لأحد الأندية خارج مصر طبعاً بالملايين هو النهاية النموذجية للاستفادة الحقيقية من الصفقات الأجنبية كما حدث مع «فيلكس.. وغيره».
في فرنسا أصبح ملف الأجانب وسبل تفعيل دورهم في الدوري الفرنسي على طاولة الشهير بلاتيني.. ومعه طاقم من المختصين بعد ان بدأ الدوري الفرنسي في الذبول شيئاً فشيئاً.
في ايطاليا لا يستطيع رئيس النادي أو أحد أعضائه التعاقد مع مدرب أو لاعب أجنبي بدون موافقة لجنة خماسية مشكلة لهذا الغرض وبوجود محضر رسمي بموافقتهم على الأسماء المرشحة للاختيار، لدينا أي عضو شرف (مليان) يجبر ناديه على التوقيع مع أي مدرب أو لاعب أجنبي...!!
ويبقى النظر في مسألة المقالب الأجنبية.. أمراً حتمياً فلسنا دولة مبتدئة أو ليس لديها إنجازات فبلدنا لها وزنها في القارة الآسيوية والعالم يتطور من وقت إلى آخر فلماذا نصر على تكرار الأخطاء والممارسات في كل موسم ومتى تنتهي عشوائية صرف الأموال الطائلة بدون فائدة؟
آمل أن يكون ذلك الموضوع قيد الدراسة والبحث الجدي.. وعلى المحبة نلتقي.
تعلموا من ماتيوس..!!
لم يجد قائد فريق بايرن ميونيخ الألماني الدولي «لوثرماتيوس» طريقا يستطيع به استرداد حقوقه المالية وهي عوائد مهرجان اعتزاله سوى اللجوء للقضاء الألماني لرفع دعوى قضائية ضد ناديه بايرن ميونيخ مطالباً بأن يدفع له أكثر من نصف مليون دولار مستحقاته من حفل الاعتزال ولم ينقذ الموقف سوى المستر «ويل أنص» المدير التجاري لبايرن ميونيخ الذي طلب من «ماتيوس» سحب الدعوى وتسوية الموضوع خارج المحكمة يعني «بلاش فضايح». وقد أوردت تلك الحادثة لعل بعض لاعبينا المعتزلين والذين «لهفت» حقوقهم المادية في مهرجانات الاعتزال أو الذين هم في الفريق ليشربوا من كأس اللهف المادي أقول لعلهم يتعلمون من درس «ماتيوس» ويضبطون أمورهم.. والظاهر ان «مهاجمنا» الرائع فاهم الموضوع كويس..!!
تصويبات:
* يبقى الحزم «عريس القصيم» واحداً من أعرق فرق المنطقة، وتبقى علاقته مع شقيقه الرائد تاريخية ووثيقة لا تؤثر فيها انفعالات «الشباب» الذين يفتقدون إلى خبرة التعامل مع الأندية الأخرى أو الذين لا يعرفون كيف يكتبون عن أنديتهم..!!
* المعلق الرياضي الموهوب خالد العتيبي وصف مباراة الأرجنتين وهولندا عبر القناة الرياضية فكان نعم المعلق.. ثقافة رياضية .. حضور جميل.. تناسق مع أحداث المباراة.. صوت واضح ما شاء الله يا خالد..
* تابعوا تصريحات مدرب الأهلي عقب أي مباراة حتى ولو كان فائزاً فسينتقد التحكيم.. ويبدو ان العدوى وصلت إلى المنطقة الغربية قادمة من الوسطى..!!
* محمد المقيطيب رئيس لجنة حكام القصيم.. موقفك مع زملائك الحكام تجاه الأزمة المالية التي حدثت لأحد الحكام يدل على مدى الترابط الذي زرعته بين حكام القصيم.. شكراً لك.. ولزملائك الحكام.
* أتمنى ان تكون جماهير الرائد حاضرة مساء مباراة فريقها أمام الشعلة بمحافظة الخرج، فقد اعتاد اللاعبون على تضحية تلك الجماهير الحبيبة.. وآمل ان يكون اللاعبون على قدر المسؤولية ويواصلوا التفوق والنجومية.
قبل الطبع
الحجر المتحرك لا ينبت عليه العشب
| 
