في خضم التظاهرات التي جابت أنحاء العالم، لفت نظري يافطة كتب عليها «وامعتصماه» إلا أنها هذه المرة انطلقت من باريس.
هذه الصرخة - الاستغاثة - كانت قد دوَّت في باريس وبون وعلى لسان شيراك وشرودر لوقفة عربية داعمة لموقفهما من الحرب على العراق.
ولكن لا حياة لمن تنادي! فالعرب وللأسف لا زالوا يدورون في فلك أمريكا، مع أن الأمريكيين والبريطانيين لم يعد بمقدورهم - وفي خضم هذا الرفض المتزايد للحرب على العراق - السير في طريق الحرب، وما تصريحات رئيس وزراء بريطانيا توني بلير التي جاءت بلغة غير تلك التي عهدناها إلا دليل واضح على مدى عدم شرعية المنهج الذي تعالج به أمريكا الأزمة، وبات مقتنعاً بأنه من غير الممكن أن يكون العالم كله على خطأ وهو وبوش على صواب، فقد وجد نفسه في عزلة عن أوروبا من جهة وشعبه الذي تعلو منه صيحات الرفض لهذه الحرب من جهة أخرى.
علي عبدالله /كاتب صحفي أردني.
|