كانت لفتة ذات معنى تلك المتمثلة في مشاركة وزير خارجية اليونان في اجتماع وزراء الخارجية العرب حيث تتولى اليونان حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي فقد جاءت المشاركة اليونانية عشية القمة الاوروبية وقبل أيام من القمة العربية المرتقبة.
وقد برهنت أوروبا على انها الاقرب من بين الكتل الدولية المؤثرة في عالم اليوم إلى الجانب العربي خصوصاً تجاه النزاع الحالي حول العراق، هذا فضلاً عن المواقف التاريخية تجاه الازمة المحورية في المنطقة وهي القضية الفلسطينية.
ويفيد كثيراً أن تتضافر الجهود الدولية بغرض التنبيه للاخطار التي يمكن ان تنجم عن حروب جديدة في المنطقة مع العمل في ذات الوقت لاجل الترتيب للوصول إلى تسوية المشكلات القادمة وهذا ميدان واسع لتفعيل التعاون العربي الأوروبي.
وبالنسبة للوضع في العراق فإن الوقائع على الساحة الدولية تتبلور في نبذ الحرب على نطاق واسع من خلال تظاهر أكثر من عشرة ملايين شخص في انحاء العالم.
كما ترسخت القناعة برفض الحرب بالتقارير التي يرفعها مفتشو الأسلحة والتي أبرزت تعاون العراق مع مهمتهم وقد عززت تلك التقارير مواقف عدة دول أوروبية تنبذ الحرب وتؤيد استمرار مهام المفتشين مثلما حدث في جلسة مجلس الامن يوم الجمعة الماضية.
وهناك الكثير من العمل الذي يستوجب جهداً منسقاً عربياً أوروبيا، خصوصاً وأن السعي المحموم للحرب أمر لا يزال قائماً حيث ان دولة مثل اسرائيل تتحرق شوقاً الى اشتعال المنطقة بكاملها وضياع أي أثر للسلام لان السلام العادل سيجردها من بعض ما سرقته طوال أكثر من ستة عقود من الزمان..
ان منع الحرب هو أمل شعوب المنطقة كما هو أمل شعوب العالم ويستطيع قادة المنطقة بالتنسيق مع زعماء العالم الآخرين والاوروبيين خصوصا انجاز الكثير في هذا المجال.. والمهم دائماً أن يظهر الموقف العربي متوافقاً ومنسجماً بالطريقة التي تجعل الاخرين قادرين على التعاطي معه، لأن التعارض في مواقف الدول العربية سيجعل الآخرين في حيرة مع أي جانب يمكنهم العمل.
ومن المهم أن يصب التنسيق العربي الأوروبي في صالح التوجه العالمي العام لمنع الحرب، ومثل هذا التنسيق سيفيد كثيراً العمل المشترك بين الجانبين في مجالات عديدة بينها العلاقات الثنائية والتعاون المشترك فضلاً عن انعكاساته على القضايا الاستراتيجية، اذ من المهم ان يتم تجيير النجاح وتجربة التعاون المشترك لصالح القضية الفلسطينية.
|