* وادي الدواسر قبلان الحزيمي:
سادت هذه الأيام ثمار أشجار السدر الصيني «النبق» أسواق الخضروات والفواكه في المملكة عامة وفي وادي الدواسر خاصة والتي تختلف عن السدر المعروف حالياً في المملكة والمعروف «بالدوم» حيث تتميز بكبر حجمها والذي يصل إلى حجم الكمثرى وفي بعض الأحيان يزيد وزنها على 200 جرام.
وقد يعجب القارئ الكريم أن بداية الإنتاج كانت شتلتان صغيرتان لا يزيد طولهما عن 50 سم أحضرها أحد المواطنين من مركز الأبحاث الزراعية بمحافظة الأحساء والتي أحضرها منسوبو المركز من الصين لإجراء تجارب زراعية عليها.
وحتى ننقل الصورة الحقيقية عن هذا المنتج الزراعي الذي نجح نجاحا باهرا في محافظة وادي الدواسر نتيجة مناسبة التربة والمناخ فقد قامت «الجزيرة» بجولة على حقول أشجار الفاكهة الصينية بوادي الدواسر وتحدث في البداية صاحب التجربة الأولى لزراعة هذه الشجرة وهو المزارع حمد بن فهد السويس حيث قال رغبة مني في الاطلاع على الأبحاث الزراعية قمت بزيارة مركز الأبحاث الزراعية في محافظة الأحساء عام 1412هـ ورأيت أشجارا كأنني أعرفها ولكن شكلها مختلف عن ما هو موجود لدينا في مزارع المملكة وهو شجر السدر فطلبت من أحد المسؤولين في المركز شتلتين لتجربتها في محافظة وادي الدواسر حيث توقعت لها النجاح وبعد إلحاح كبير مني وافق على طلبي رغم أن الأشجار ما تزال تحت التجربة ولم يتبين نجاحها بعد.
وسافرت بها فورا إلى وادي الدواسر و قمت بزراعتها فأثمرت من أول عام ثماراً مختلفة عن ثمار السدر المعروف لدينا.. ورغبة في إكثار هذه الأشجار وزيادة في أعدادها استعنت بالله ثم ببعض النشرات الإرشادية وجربت جميع الطرق المعروفة للتطعيم فوجدت أن أنسبها هو ما يعرف بالتطعيم بالقلم ويتم على أصل من السدر البلدي حيث مناسبته للبيئة ومقاومته للأمراض وتتم هذه العملية بقطع الشجرة على ارتفاع حوالي 50 سم من سطح الأرض ليتم التطعيم عليه من أحد فروع السدر الصيني.
وقد نجحت زراعته بشكل كبير وباهر فأعطت إنتاجاً وفيراً حتى وصل عددها الآن بمزرعتي فقط أكثر من 3000 شجرة مثمرة وجار زيادتها إلى أكثر من 5000 شجرة خلال الأيام القليلة القادمة وتتجاوز أعدادها في محافظة وادي الدواسر أكثر من 10000 شجرة يصل إنتاجها إلى أسواق الرياض والمنطقة الشرقية وأبها وخميس مشيط ونجران والأفلاج وغيرها من مناطق مملكتنا الحبيبة.ويضيف السويس أن الشجرة الواحدة تنتج ما يزيد على 250 كيلو جرام في العام الواحد مشيراً إلى أن الطلبات تنهال من كافة مناطق المملكة ومحافظاتها على شراء شتلات وثمار هذه الفاكهة الصينية اللذيذة التي تحتوي على عناصر غذائية جيدة.
ويقول المواطن مسفر مبارك الدوسري وهو أحد المستثمرين في زراعة أشجار هذه الفاكهة أن النجاح الباهر الذي تحقق في زراعة هذه الشجرة بمحافظة وادي الدواسر كبير جداً وذو مردود اقتصادي ممتاز وتمثل أحد المشاريع الناجحة زراعياً وجدير بها أن تحقق نجاحاً موازياً في مناطق ومحافظة المملكة ذات الظروف المتكافئة.
وعن هذه الشجرة حدثنا المهندس الزراعي علي الدوسري فقال إن مثل هذه الأشجار تعد اقتصادية في الري حيث يتناسب معها الري بالتنقيط بشكل كبير جداً ولا تحتاج إلى الري بالغمر مشيراً إلى أن أنسب أنواع التربة لها هي التربة البركانية وأن وقت إثمارها يبدأ من شهر ديسمبر تقريباً من كل عام وحتى نهاية شهر مارس ولمدة لاتقل عن أربعة أشهر متتالية ومن هذه الأشجار ما يثمر مرتين في العام حسب مناسبة التربة والمناخ بالإضافة إلى مراعاة الوقت المناسب للتقليم الذي لا بد منه مرة في العام.
مشاهدات من الجولة
وجدت هذه الشجرة انتشاراً واسعا بين أوساط المزارعين وقل أن تجد مزرعة في وادي الدواسر لا توجد بها هذه الشجرة ويصل سعر الشتلة المطعمة إلى 50 ريالا.
استطاع المواطن السويس أن يجري تجاربه وأبحاثه على هذه الشجرة بما يوازي ويفوق مركز الأبحاث بالأحساء ليزج آلاف الشتلات من هذه الفاكهة لمزارع محافظة وادي الدواسر بل وتخطاها إلى كافة مناطق المملكة.
تعد الكميات المنتجة بمحافظة وادي الدواسر كميات تجارية حيث تنتج الشجرة الواحدة عشرات الأضعاف عن أشجار السدر العادي ويصل سعر ثمارها إلى 10 ريالات للكيلو جرام ويزيد عن ذلك خارج المحافظة.
|