* نيويورك - فيكتوريا ثايبرجر - رويترز:
أظهرت احدث تقارير اقتصادية في الولايات المتحدة ان عجلة الانتاج دارت أسرع في المصانع الامريكية في يناير/ كانون الثاني فيما تنامى قلق المستهلكين في اوائل فبراير/ شباط الامر الذي يشير الى ان الاقتصاد يحظى بانتعاش متواضع تخيم عليه ظلال احتمال نشوب حرب.
وانتعش نشاط الصناعات التحويلية في مصانع البلاد بنسبة 7 ،0 بالمئة وهي أفضل من التوقعات إذ رفع منتجو السيارات ومرافق الخدمات العامة الانتاج.
إلا ان تراجع معنويات المستهلكين لادنى مستوى في تسعة أعوام ونصف عام ألقى بظلاله على احتمالات النمو في المستقبل فيما قلص تهديد الحرب من توقعات المستهلكين لمستقبل الاقتصاد.
وانخفض مؤشر جامعة ميتشيجان المبدئي لمعنويات المستهلكين لشهر فبراير دون توقعات المحللين الى2 ،79 نقطة من 4 ،82 نقطة، ويمثل تراجع الثقة أول قراءة متشائمة في أعقاب العديد من التقارير الايجابية بشأن الاقتصاد في الايام الاخيرة التي دفعت الاقتصاديين لرفع توقعاتهم للنمو لاواخر العام الماضي والربع الاول من العام الحالي. وقال جيمس جلاسمان الاقتصادي الكبير في جيه بي مورجان معظم الارقام الاقتصادية كانت مرضية ولكن الناس لا يمكنها ان تنظر للاتجاهات الاقتصاديات بشكل ايجابي حتى ترى الجانب الاخر للتطورات في الشرق الاوسط، وكما هو الحال بالنسبة للاسهم والسندات والدولار في الاونة الاخيرة تراجعت أهمية البيانات الاقتصادية امام مخاوف الحرب بعد ان قدم هانز بليكس كبير مفتشي الامم المتحدة في العراق صورة متباينة بشأن الاسلحة المحظورة في العراق.
وحذر الاقتصاديون من استنتاج ان تراجع المعنويات قد يقلص الانفاق الاستهلاكي وهو أحد الركائز الاساسية للاقتصاد، وفي الواقع فان الارقام الصادرة يوم الخميس تفيد ان قراءات الثقة منخفضة منذ بضعة أشهر بالرغم من انتعاش قوي لمبيعات التجزئة في شهر يناير.
وقال جلاسمان: المستهلكون قلقون.. ولكن لا يبدو انه يؤثر على سلوكه من حيث الانفاق، وطالما قال الان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بالبنك المركزي الامريكي انه يولي لما يفعله المستهلكون اهتماما اكبر ممايقولونه، وفي الاسبوع الماضي أكد جرينسبان ان حالة عدم اليقين نتيجة احتمال شن حرب جعلت من الصعب التنبؤ بمستقبل الاقتصاد في الوقت الحالي.
وأظهر تقرير منفصل يوم الجمعة ان مخزون الشركات من السلع نما أسرع من المتوقع بنسبة 6 ،0 بالمئة في ديسمبر مما دفع الاقتصاديين للاسراع برفع توقعاتهم للنمو الاقتصادي في أواخر العام الماضي من نسبة 7 ،0 بالمئة الواهية التي تنبأوا بها مبدئيا.
وقال ستيفن ستانلي من ار.بي.اس. جرينتش كابيتال ماركتس بصفة أساسية تشير جميع الارقام التي تصدر لتعديل ايجابي لاجمالي الناتج المحلي وتوقع ان يقترب معدل النمو في الربع الاخير من اثنين بالمئة ويتراوح في الربع الاول للعام الحالي بين اثنين وثلاثة بالمئة.
وسجل الانتاج الصناعي انتعاشا متوسطاً في يناير لينمو بنسبة 7 ،0 بالمئة وهي افضل نتيجة منذ يوليو/ تموز الماضي مقارنة بانخفاضه 4 ،0 بالمئة في ديسمبر إلا ان المحللين يحذرون من ان النمو ليس واسع النطاق بما يكفي للاشارة الى انتعاش نشط.
وقفز انتاج السيارات 9 ،4 بالمئة في يناير ليسهم بنسبة كبيرة في الزيادة بينما نما الانتاج الصناعي خارج قطاع السيارات بنسبة 4 ،0 بالمئة فقط.
إلا ان منتجي السيارات قدموا حوافز اكبر في الاشهر الاخيرة لجذب المشترين، ويتساءل الاقتصادي كريستوفر لو من اف.تي.ان فاينانشال تطرح جميع هذه الارقام سؤالا.. هل الانتاج الكبير مؤشر حقيقي على القوة حين ننتج ما لا يمكننا بيعه.
|