* أنقرة من مارك بنتلي رويترز:
قالت تركيا انه على واشنطن الا تتوقع تصريحاً فورياً بنشر عشرات الآلاف من الجنود على أراضيها قبل حرب محتملة على العراق.
وترى واشنطن ان وصول القوات الى تركيا عضو حلف شمال الاطلسي عنصراً رئيسياً في التخطيط العسكري قبل اي حرب مع العراق بينما يخشى بعض حلفاء تركيا الاوروبيين من ان يصبح الصراع امراً حتمياً اذا ما استمر حشد القوات الامريكية ضد بغداد.
واخفق اجتماع لمسؤولين مدنيين وعسكريين اتراك كبار يوم الاحد في تحديد موعد لإجراء تصويت في البرلمان على نشر القوات الامريكية الذي كانت تأمل الولايات المتحدة ان يتم بحلول اليوم الثلاثاء.
وقال عبداللطيف شينر نائب رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون عقب الاجتماع (ربما تتوقع امريكا امورا من تركيا كما تتوقع من بلدان اخرى لكننا لم نقرر بعد موعداً للتعامل مع الاقتراح).
وجاء البيان عقب تحذيرات من كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي الامريكي من ان المطالبة بمزيد من الوقت من اجل التوصل الى حل سلمي يخفف الضغط على الرئيس العراقي صدام حسين الذي تتهمه الولايات المتحدة بعدم الافصاح عن اسلحة الدمار الشامل.
وفيما وصل ما بين 300 و500 من افراد الجيش الامريكي الى جنوب شرق تركيا يوم الاحد لتجديد قواعد عسكرية قبل حرب محتملة قالت تركيا انها لم تسمح بعد للولايات المتحدة باستخدام القواعد في شن هجوم.
وتقول انقرة انه لم يتم التوصل بعد الى اتفاق نهائي مع الولايات المتحدة على خطة مساعدات تقدر بعدة مليارات من الدولارات يقول بعض المسؤولين في انقرة انها مرتبطة بموافقة البرلمان على نشر القوات.
وقال ياشار ياقش وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون في انقرة بعد عودته من واشنطن حيث اجرى محادثات (الولايات المتحدة شددت على اهمية موافقة البرلمان على نشر القوات بحلول 18 فبراير. وابلغناها بمدى صعوبة ذلك... وان اجراء التصويت في البرلمان بمثل هذه السرعة قد لا يكون ممكناً).
وقد حضر ياقش ورئيس الوزراء التركي عبدالله جول قمة اوروبية بشأن العراق امس الاثنين في بروكسل حيث قد تنتظر فرنسا والمانيا من انقرة ارجاء الموافقة على وصول القوات الامريكية إلى اراضيها فيما يواصل مفتشو الاسلحة عملهم في العراق.
واحجمت بلجيكا والمانيا طوال شهر ومعهما فرنسا عن تأييد قرار بحماية تركيا دافعين بانه من السابق لأوانه بالنسبة لحلف شمال الاطلسي ان يتخذ خطوات قد توحي ضمنا بموافقته على عمل عسكري.لكن حلف شمال الاطلسي تجاوز في وقت متأخر يوم الاحد ازمته بشأن التخطيط للدفاع عن تركيا حال نشوب حرب بقيادة الولايات المتحدة ضد العراق بعد ساعات من الجدل في اجتماع لجنة التخطيط الدفاعي التي لا تضم في عضويتها فرنسا التي عرقلت التحرك.
ولمحت تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي الى انها قد تحتاج الى صدور قرار ثان من مجلس الامن يجيز استخدام القوة ضد العراق قبل ان تفتح حدودها امام الجيش لامريكي.
ويواجه حزب العدالة والتنمية الذي يتمتع باغلبية في البرلمان المكون من 550 مقعداً بعد فوز كاسح في الانتخابات البرلمانية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي خطر فقد تأييد الناخبين الاتراك الذين تشير استطلاعات الرأي الى انهم يعارضون بشدة صراعا في العراق.
وتراجعت حكومة حزب العدالة والتنمية عن تأييد الولايات المتحدة خشية ان توجه الحرب ضربة تضر باقتصاد تركيا الضعيف الذي خرج مؤقتا من اسوأ حالة ركود اقتصادي منذ عام 1945.
وفي واشنطن قالت رايس يوم الاحد ان تركيا واحدة من حلفاء الولايات المتحدة الاستراتيجيين الكبار (ونحن نريد النجاح للاقتصاد التركي). واضافت في مقابلة مع شبكة (ان. بي. سي). التلفزيونية الامريكية (من المنطقي تماما ان تحصل تركيا ودول اخرى في المواجهة على مساعدات للتعامل مع اي آثار قد تترتب على الحرب).
وتقول تركيا ان خسائرها من حرب الخليج عام 1991 تجاوزت30 مليار دولار بسبب فقدان عائدات من التجارة والسياحة.
وعاد ياقش ووزير الاقتصاد التركي علي باباجان يوم الاحد من الولايات المتحدة حيث ألحا على مطلب تركيا بتقديم معونة مالية تقدر بمليارات الدولارات اثناء محادثات مع الرئيس الامريكي جورج بوش ومسؤولين امريكيين كبار.
وقال مسؤولون امريكيون ان واشنطن قد تمنح تركيا ستة مليارات دولار في صورة منح و20 ملياراً في صورة ضمانات قروض اذا قدمت انقرة تأييدا سريعا لخططها وقال باباجان يوم الاحد انه لم يتم التوصل بعد لاتفاق نهائي بشان المعونة المالية .
|