* بروكسل الوكالات:
سبق الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا انعقاد القمة الأوروربية، التي بدأت مساء أمس، بالدعوة إلى تمديد عمل المفتشين الدوليين في العراق مطالبا باستنفاد كل السبل الدبلوماسية في محاولة لتسوية الأزمة العراقية قبل التفكير في الحرب.
وأضاف سولانا أمام المراسلين «الكل يعترف بأن الحرب يمكن أن تكون ضرورية لكننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة وعلينا أن نستنفد كل السبل الدبلوماسية».
وتابع «الكل يعترف أن الحرب هي الخيار الأخير» داعيا إلى استمرار عمل المفتشين الدوليين في العراق وتعزيز امكاناتهم.
وأكد سولانا أن المفتشين «يقومون بعمل جيد ويجب أن نستمر في مساعدتهم».
وتأتي تصريحات سولانا قبل ساعات من افتتاح القمة الأوروبية الاستثنائية مساء أمس الاثنين في بروكسل من أجل تجاوز الانقسامات العميقة داخل الاتحاد الأوروبي بشان الأزمة العراقية.
وسبق لقاءالقمة لقاء يعقد ظهرا على مستوى وزراء الخارجية.
وسعى سولانا قبل أن يعقد 15 زعيما أوروبيا هذه القمة إلى التقريب بين وجهات النظر المختلفة للدول المؤيدة لواشنطن بزعامة بريطانيا وإسبانيا والدول التي تقودها ألمانيا وفرنسا وتعارض أي تسرع لشن حرب.
وقال سولانا للصحفيين «الكل يدرك أن الحرب هي الخيار الأخير... أعتقد أن الجميع يتفق على أن الحرب قد تكون ضرورية في لحظة ما لكننا لن نصل إليها، لابد أن نستنفد كل عناصر الدبلوماسية وكل عناصر الإبقاء على عمل المفتشين (التابعين للأمم المتحدة)».
وذكر سولانا الذي يتحدث باعتباره المتحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بصورة كبيرة لعدم وجود إجماع في الرأي تجاه الأزمة العراقية أن مفتشي الأسلحة لابد أن تقدم لهم الموارد اللازمة للتحقق من نزع أسلحة العراق.
وأضاف «قد يحتاجون وقتا.. قد يحتاجون معلومات.. قد يحتاجون وسائل، الأمر يرجع إلى الاتحاد الأوروبي في مساعدة المفتشين وخاصة كبار المفتشين للحصول على ما يريدون».
وبالنسبة للقمة فإنه بعد أسابيع من تبادل التصريحات اللاذعة، سيحاول رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الأوروبي تفادي مواجهات علنية، ولكن قد لا تؤدي بهم القمة والحالة هذه إلا إلى إعلان مشترك يشكل الحد الأدنى.
واختصر دبلوماسي الوضع بقوله عشية القمة «لا بد من إيجاد صيغة تسمح لنا بإنهاء الاجتماع ».
لكن الأوروبيين تخلصوا على الأقل من موضوع آخر كان قابلا للتفجير وتمت تسويته مساء الاحد في اللحظة الأخيرة بين أعضاء حلف شمال الأطلسي الذين اتفقوا بعد أسبوع من الأزمة حول التدابير اللازمة لحماية تركيا في حال نشوب حرب في العراق.وقررت الرئاسة اليونانية أن تجمع عصر الاثنين وزراء الخارجية تمهيدا للقمة ودعت الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الذي التقى القادة الأوروبيين في افتتاح القمة مساء أمس الاثنين.
وقد وصل زعيما «معسكر السلام» الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر إلى بروكسل معززي المواقف بعد التظاهرات الضخمة التي شهدتها أوروبا ودول أخرى عبر العالم ضد حرب في العراق.
ومما عزز موقف معسكر السلام أيضا، تقرير المفتشين الدوليين يوم الجمعة الماضي أمام مجلس الأمن الدولي والذي اعتبر نكسة للداعين إلى استخدام القوة فورا وعلى رأسهم رئيسا الوزراء البريطاني توني بلير والإسباني خوسي ماريا اثنار.
وأدى ذلك ببلير إلى أن يقبل على مضض بإعطاء المفتشين مزيدا من الوقت.
وحرصا منهما على تهدئة الوضع، تعهد كل من جاك شيراك وخوسي ماريا اثنار يوم الاحد أثناء مكالمة هاتفية بالتعاطي مع القمة «بروح بناءة».
وفي النهاية، يمكن لقادة الدول الأعضاء الخمس عشرة أن يؤكدوا معا إعطاء الأولوية للأمم المتحدة في حل الأزمة، ولكن يبدو من المستحيل التوصل إلى اتفاق حول الأهداف الدبلوماسية الحقيقية في الوقت الراهن كالاتفاق مثلا على ضرورة اعتماد قرار ثان في مجلس الأمن أو تحديد مهلة نهائية لعمل المفتشين الدوليين عن الأسلحة في العراق.
|