* واشنطن - أ.ف.ب:
حذّر محللون من ان نزاعا في العراق قد يكلف الولايات المتحدة أكثر بكثير مما كلفتها حرب الخليج. ولا سيما اذا انتهى النزاع باحتلال طويل الأمد. واذا رفض الحلفاء المساهمة في المصاريف المادية للحرب.
وغالبا ما تجرى مقارنة بين حرب محتملة على العراق وحرب الخليج التي كلفت 61 مليار دولار. أي 1% تقريبا من الاجمالي الناتج القومي للولايات المتحدة. وقد تلت تلك الحرب مرحلة من النمو الاستثنائي في الاقتصاد الأمريكي إلا ان الحلفاء تكفلوا حينها بأكثر من 85% من تكاليف الحرب. وسيختلف الوضع تماما اليوم إذا قررت الولايات المتحدة القيام بالحرب من دون موافقة الأسرة الدولية وتهدد مرحلة ما بعد الحرب هذه المرة بجعل الكلفة أضخم.
فقد استغرقت حرب الخليج 42 يوما. ويعتقد معظم المحللين ان العمليات العسكرية ستكون على الأرجح قصيرة الأمد نسبيا هذه المرة أيضا.
ويقول سونغ وون سون من مصرف «ويلز فارغو» ان «حربا طويلة الأمد قد تصل كلفتها الى 650 مليار دولار. ولا سيما اذا كنا سنحتل العراق بهدف ان نبني فيه مؤسسات ديموقراطية. فإن تأثير ذلك على العجز في الموازنة وعلى معدلات الفائدة سيكون كبيرا».
وعلى عكس ما كانت عليه الحال خلال حرب الخليج فإن انتهاء العمليات العسكرية لن يطوي الصفحة بشكل نهائي. لأن «خطر الارهاب سيظل قائما بقوة»، وهبوط أسعار النفط سيستغرق وقتا.
وقد عرض البيت الأبيض هذا الأسبوع سيناريو مخطط حول ما يمكن ان يكون عليه العراق بعد الرئيس العراقي صدام حسين. إلا أن عددا كبيرا من أعضاء مجلس الشيوخ انتقدوا النقص الموجود في الاستراتيجية. وأخذوا عليها التقليل من أهمية الالتزام البشري والمادي الذي تتطلبه إعادة بناء العراق.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الديموقراطي جوزف بيدن ان «التحدي الحقيقي يبدأ بعد الحرب»، مشيرا الى ان كلفة احتلال العراق قد تصل الى20 مليار دولار سنويا.
ولم يقدم البيت الأبيض أي تقديرات بشأن كلفة نزاع محتمل في العراق، كما لم يتضمن مشروع الموازنة أي شيء من هذا القبيل، إلا ان مكتب الموازنة في الكونغرس أجرى حسابات استنتج منها أن تدخلا عسكريا في العراق سيكلف الولايات المتحدة بين ستة وتسعة مليارات دولار شهريا.
أما فترة الاحتلال فستكلف بحسب مكتب الموازنة في الكونغرس بين مليار وأربعة مليارات شهريا.
وقد أشار وليام نوردوس الخبير الاقتصادي في جامعة يال وواضع دراسة عن كلفة ونتائج حرب في العراق سلسلة سيناريوهات للنزاع ومرحلة ما بعد الحرب وهو يرى ان الكلفة العسكرية وحدها قد تصل الى ما بين 50 و140 مليار دولار.
وبالنسبة الى مرحلة ما بعد الحرب يتحدث وليام نوردوس عن كلفة تتراوح بين100 و600 مليار دولار تقريبا إذ سيكلف الاحتلال والحفاظ على السلام بين 75 و500 مليار دولار، واعادة البناء بين 30 و105 مليار دولار، والمساعدات الانسانية من مليار الى 10 مليارات دولار.
ويقول ان «المدة التي ستستغرقها إعادة بناء البلاد غير معروفة، إلا انه من الصعب التفكير بأن العراق يمكن ان يتحول الى مجتمع ديموقراطي عصري في أقل من عشر سنوات».ويحذر من ان كلفة الاقتصاد الشمولي، وبينها النفط، يمكن ان تصل الى 1200 مليار دولار في أسوأ الاحوال. ويعد ان الاقتصاد الأمريكي بدأ بدفع جزء من تكاليف الحرب عبر تحمله انعكاسات ارتفاع أسعار النفط.
|