* بروكسل أ ف ب:
سرت موجة من الارتياح في دوائر حلف شمال الأطلسي بعد توصل دوله إلى اتفاق يتيح التخطيط لتدابير دفاعية لحماية تركيا في حال اندلاع حرب في العراق، واعتبر الأمين العام للحلف جورج روبرتسون مساء أن «تضامن الحلف الأطلسي قد انتصر» مشيرا إلى أن هذه التدابير الوقائية «دفاعية محضة».
وأكد أيضاً «دعم» الحلف الأطلسي لتسوية الأزمة العراقية في إطار الأمم المتحدة، فيما اعتبرت الولايات المتحدة الاتفاق خطوة كبيرة إلى الأمام.
ولم تشارك فرنسا العضو التاسع عشر في الحلف، في المفاوضات التي أدت إلى ذلك الاتفاق لأنها ليست عضوا في الهيكلية العسكرية للحلف منذ 1966م.
وفي ما يأتي أبرز نقاط الاتفاق حول تدابير حماية تركيا في حال اندلاع حرب في العراق الذي أبرم يوم الاحد في إطار لجنة التخطيط العسكري للحلف الأطلسي التي تضم جميع الدول الأعضاء في الحلف باستثناء فرنسا:
إن لجنة التخطيط العسكري:
- «تأخذ علما بطلب إجراء مشاورات الذي رفعته تركيا في إطار المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي».
- «تأخذ علما بأن الحلفاء كرروا تأكيد عزمهم على القيام بواجباتهم حيال تركيا».
- تؤكد «التزام الحلفاء بالامتناع عن اللجوء، في علاقاتهم الدولية، إلى التهديد أو استخدام القوة بطريقة مخالفة لأهداف الأمم المتحدة».
- تقرر، على اثر المطالب التركية، إن على السلطات العسكرية للحلف الأطلسي توجيه مذكرة إلى لجنة التخطيط العسكري تتعلق بالجدوى والمدة الزمنية للمهمات الآتية:
أ- الانتشار الوقائي في تركيا لطائرات رادار أواكس للحلف الأطلسي لأهداف دفاعية.
ب- دعم الحلف الأطلسي لاحتمال نشر الحلفاء صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ للدفاع عن تركيا.
ج- دعم الحلف الأطلسي لاحتمال نشر الحلفاء وحدات في تركيا ضد الاسلحة الكيميائية والبيولوجية.
وذكر البيان أيضاً بالالتزام الذي اتخذه رؤساء دول وحكومات الحلف الأطلسي في تشرين الثاني/نوفمبر 2002 في قمة براغ ل «دعم تطبيق قرار مجلس الأمن 1441» المتعلق بنزع سلاح العراق.
وأوضحت لجنة التخطيط العسكري أيضاً أن القرار الذي اتخذ أمس الاحد «متفق تماما مع المداولات والجهود المبذولة في الأمم المتحدة».
وأضافت اللجنة «نحن مستمرون في دعم الأمم المتحدة لايجاد حل سلمي للأزمة، ويقتصر هذا القرار على تركيا فقط ولا يستبق عمليات أخرى للحلف الأطلسي والقرارات المقبلة للحلف أو مجلس الأمن».
وخلص البيان إلى القول إن لجنة التخطيط العسكري «ستقرر سريعا تطبيق «تدابير لحماية تركيا، وستتابع مشاوراتها» وتستمر عن كثب في متابعة مناقشات مجلس الأمن».
هذا وقد اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون مساء أمس الاحد أن الدول الأعضاء في الحلف «تحملت مسؤولياتها» حيال تركيا «الحليف المهدد من أحد جيرانه» في الوقت الراهن.
وقال روبرتسون بعد التوصل إلى اتفاق ينص على تدابير دفاعية لحماية تركيا في حال اندلاع حرب في العراق، أن تحليل الحلف الأطلسي «هو أن ثمة تهديدا في الظروف الراهنة يخيم على تركيا من جانب أحد جيرانها».
وأضاف أن «دول الحلف الأطلسي تحملت مسؤولياتها الجماعية حيال تركيا».
وأكد روبرتسون أن هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد أسبوع من المفاوضات الشاقة في الحلف والذي عارضته بلجيكا حتى وقت متقدم من مساء الاحد، هو «مؤشر واضح إلى أن الحلف سيكون إلى جانب حليف إذا كان هذا الحليف مهددا».
واعتبر روبرتسون أن مهمته التي «تقضي بالتوصل إلى توافق» كانت «شاقة أحيانا»، ورفض تحميل هذا العضو أو ذاك في الحلف مسؤولية هذه الأزمة، وهي الأقسى التي يواجهها خلال 54 عاما من وجوده.
وقال «لا أريد أن أشكك لا في حسن نية ولا في وفاء ولا في الشعور بالواجب لدى أي دولة في الحلف الأطلسي، لم أفعل ذلك ولن أفعله».
ورحبت الولايات المتحدة بالاتفاق الذي توصل إليه حلف شمال الأطلسي والذي يشكل «خطوة كبيرة إلى الأمام» كما قال السفير الأمريكي في الحلف الأطلسي نيكولاس بيرنز.
وأكد بيرنز في تصريح صحافي في ختام يوم من المفاوضات المكثفة للتوصل إلى اتفاق في إطار لجنة التخطيط العسكري أن «الولايات المتحدة ترحب بموافقة الدول الثماني عشرة الحليفة بتقديم دعم عسكري لتركيا».
وقال بيرنز إن الحلف الأطلسي سيقرر «في الأيام المقبلة» تطبيق تدابير دعم تركيا.
ومن جانب آخر، انتقد رفيع رفيع المستوى مساء الاحد موقف فرنسا الذي قال إنه برز كعقبة في الأيام الأخيرة.
وأضاف «عندما كانوا (الفرنسيون) خارج القاعة، أبرمنا اتفاقا في يوم واحد»، معتبرا أن فرنسا «عزلت نفسها عن تيار الأكثرية في الحلف الأطلسي حول مسألة مساعدة» تركيا.
وأكد هذا الدبلوماسي الرفيع المستوى طالبا عدم الكشف عن هويته «حاولنا التوصل إلى اتفاق يحظى بدعم الأعضاء ال 19 لكن ذلك كان متعذرا بسبب معارضة فرنسا الحازمة لتدابير دعم تركيا».
|