لا أدري ما الرابط الحقيقي بين «العاطفة» و«الضعف» لكننا نشأنا على أن «العاطفة» مؤشر ضعف في حياتنا الاجتماعية، وهذا المفهوم المقلوب تكرِّسه أدبياتنا على مختلف ألوان الطيف الإعلامي في مجتمعنا العربي رغم أن «العاطفة» منجم إنساني ما زال يشع دفئاً وحناناً في حياتنا التي باتت - ولا فخر - لا تعترف إلا بلغة «الأرقام» فقط. والكثير من «التصرفات» في مجتمعنا، تبدأ صغيرة، ثم تتحول بسبب عاطفتنا إلى «ظاهرة» تشغل المجتمع حيناً وتصبح مصدراً لقلقه حيناً آخر، فانظر إلى الكثير والكثير من تصرفات المراهقين، تبدأ في منازلهم بين أحضان الأم الحنون، التي تحيطهم بأسلاك شائكة من عاطفتها، فتحول دون وصول «العقل» في الوقت المناسب، ليمنع هذه التصرفات أو على الأقل يهذبها ثم تتجاوز هذه التصرفات حدود «المنزل»، لتنتقل بسبب العدوى السلوكية إلى بقية أبنائنا، ومثال آخر نراه عند إشارات المرور.. أطفال يستدرجون عواطف الناس، وخاصة «النساء»، ليحصلوا على بعض «النقود» تحت مزاعم خداعة، فنتعاطف معهم أو بالأصح نقع في «فخ» العاطفة فنعطيهم تحت مظلة «الرحمة» والنتيجة دفن بقية «الكرامة» في نفوسهم، والسبب في نظري «العاطفة» فلو سمحنا للعقل أن يمارس دوره تجاه هذه التصرفات وغيرها على امتداد الخارطة السلوكية لمجتمعنا لانتهت وتلاشت من نسيجنا الاجتماعي، أخيراً.. مزيداً من دور «العقل» مع تقديري الكامل للعاطفة.
|