بقلم: عبدالله الفهد العودة
القراءة الحرة وأثرها في تثقيف الفرد
يسعى الانسان حثيثا وراء متطلباته الغذائية بكل ما أوتي من قوة وسعةحيلة وذكاء خارق، ليعيش ويحيا كما يحب وهو في ذلك لا يتناول إلا الجيد من الغذاء لعلمه بفائدته التي تفوق الغذاء الأقل جودة لاحتوائه على نسبة أكبر من الفيتامينات التي تبني أنسجة الجسم وتمده بأسباب القوة والنمو المضطرد.. لكنه في غمرة اهتمامه بغذاء نفسه نسي أو تناسى أو بالاثنين معا ان يسعى أيضا وبحجم هذا الاهتمام ليوجد للروح غذاءها، فللروح غذاء مثلما للجسم غذاء فكما ان الجسم يموت حتما حين يفقد غذاءه فكذلك الروح وسلام على جسم ماتت روحه.
وقد يقف القارىء وقفة متأملة باحثة مفكرة مستقصية لمعنى ومفهوم هذا الغذاء، لكن لن تطول وقفته التأملية هذه حينما يجهد فكره قليلا في معادلة رياضية بسيطة ليقف على الفرق بين سعادته وارتياحه النفسي قبل بدئه في قراءة هذه الصحيفة التي بين يديه وبعد وخلال ذلك، ليخرج بنتيجة حتمية وهي ما أعنيه بغذاء الروح ولا غير القراءة غذاء، فبالروح يسمو الانسان وبالقراءة تسمو الروح وتزدان وتطهر فهي الوسيلة لتثقيف الفرد وتوسيع مداركه وانماء مواهبه وكسبه رصيد هائل من الكلمات والمعاني ليتخاطب بها مع الغير وليتمكن بها من الايجاد والبناء الانشائي الذي يودعه أفكاره وما يختلج في وجدانه تجاه مجتمعه وما يحيط به ليكون في ذلك عنصرا بناء في هذا المجتمع.
أقول: القراءة مفتاح أبواب الثقافة والمعرفة وأعني بذلك القراءة المفيدة ومن هنا تأتي أهمية اختيار الكتاب، فلكل فرد ميول خاصة به، فهذا يميل الى قراءة القصص وذاك يميل الى الكتب الأدبية وآخر يميل الى الكتب التاريخية فكل يميل الى نوع خاص وللفائدة، فعلينا ان نقرأ ما نراه يتناسب وميولنا ثم لنختر ولنحسن الاختيار، فبقدر مهارة ونجاح الاختيار تكون الفائدة ولا لوم علينا ان نسأل عن الاجدى ممن يفوقنا علما وادراكاً، فليس كل كتاب مفيداً أبداً وإنما فيه ما هو مضر وأخوف ما أخاف منه أن نقع في هذه الكتب إذا لم نحسن الاختيار.
|