أبلغتني طالبة منتسبة للجامعة عن اختبار هذا الفصل، حيث جاءت أسئلة مادة علم النفس مايقارب مائتي سؤال، وكانت مدة الزمن المقرر للامتحان مايقارب الساعة والنصف.. وكانت الأسئلة منوعة اضطرت إليها الطالبات في قسم الانتساب.. ولسنا بصدد الحديث عن نوعية اختلافها ومراعاتها لمستويات الذكاء لتتمكن الطالبات من الإجابة بقدر مايهمنا في هذا المقام الفروق التي لم تراع بين طالب منتظم ومنتسب..!
وقد اطلعت على كتابي علم النفس فوجدت كل كتاب يحتوي على خمسمائة صفحة أي مايقارب ألف صفحة فرض على الطالب ان يستوعبه في مدة وجيزة.. مع العلم بأن طلاب الانتساب ليس لديهم حضور أو ملازم كي تلخص لهم هذا الكم من الحشو، الذي يفضي إلى نتائج سلبية بلا منازع!
وأتعجب لماذا لم يراع أساتذة المادة الزمن الذي يستغرقه طالب الانتساب في هذه المادة الدسمة الصعبة الهضم.. وكل ما وضع فيها من معلومات كثيرة، دون ان يراعي الزمن المحدد الذي سوف يستغرقه الطلبة في الإجابة عن الأسئلة..! إن قسم الانتساب لم يهتم بظروف طالباتنا المنتسبات اللاتي بحاجة إلى مساعدة وتسهيل لبعض المواد التي ترهق عقولهن بحشو لا فائدة منه، والنتيجة ستكون الاخفاق آخر العام..! نحن بحاجة ماسة الى إعادة النظر في مناهج طلاب الانتساب ومساعدتهم بتقديم مواد مبسطة عن طريق كتيبات أو ملخصات حتى يستطيعوا ان يستوعبوا المادة بشكل أفضل.. وألا نرهقهم من غير فائدة بوضع أسئلة تعجيزية لغرض منها الكم وليس الكيف..!
فينبغي التنويع ومراعاة الفروق بين الطلبة بعضهم مع بعض في الحضور والاستيعاب، لأننا بذلك نهدر الوقت سدى ولا نحقق نتائج ايجابية..!
وأي منطق وأي نجاح ننشده لفتياتنا، ونحن نثقل عقولهن بأعباء تفوق قدراتهن، بمواد مكتظة، الغرض منها الحفظ عن ظهر قلب..!؟
ومن المعروف ان هذه الكتب ونظيراتها تقدم للطالب معلومات نظرية وترفرف على عقله وتقتل فيه الذكاء وحاسة الإبداع التي تجعله يبدع..!
كما ان هذه المناهج بعيدة كل البعد عن صلته بحياته، وكل مافيها، ربما غرس المثالية في نفوسهم دون ان تدرك جوانب الضعف التي ينبغي مراعاتها..! لقد أصبحنا نسلخ الطلبة عن الثقافة وما عليهم سوى ان يحفظوا ويصموا ما قدم إليهم.. دون مساعدتهم على توليد أفكار جديدة تناسب إمكانياتهم وقدراتهم العقلية ولا تناسب حاجاتهم، وهذا مانراه ونسمعه.. ولكننا للأسف لا نعترف بذلك..! ولا أريد التوقف عند هذا فحسب، بل نلاحظ تقيد أساتذة الجامعة بمنهج لا يحث الطالب على البحث والتمحيص في المكتبات والقراءة المجدية، حتى يستطيع ان يقدم معلومات جديدة يتبناها لترسخ في ذاكرته.. بل المطلوب ان يلتزم حرفيا بالمنهج الذي قدم إليه من قبل استاذ المواد المقررة..! فإلى متى ستظل هذه المناهج لا تقترب من عقولنا وحاجاتنا في الحياة!؟ لقد أرهقنا طلابنا بالحفظ دون استيعاب والحشو الذي لايفيد واستغنينا عن العقل..! ومازالت جامعاتنا تصرف المبالغ الطائلة لمحاولة السير في ركب الحضارة والتقدم دون جدوى..!
سلوى أبومدين
| 
