سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة-حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(كيف تمنع الحرب على العراق) مقال كتبه في حلقات الكاتب جاسرالجاسر، ولفت نظري عبارة أجد نفسي عاجزا عن تجاوزها، ويحدوني التفاؤل بأن جزيرتنا الغراء لن تهمل تفاعل أحد قرائها مع ما ذهب اليه أحد كتابها الأفاضل..
إذ قال (.. ومع أن دور الأمم المتحدة تراجع كثيرا في كثير من القضايا، إلا ان الأزمة العراقية الامريكية أعادت للأمم المتحدة دورها الهام..)!.. بداية أشاطر الكاتب العزيز حرصه لايقاف الحرب والتصدي لكيد الاعداء، إلا أن العبارة السابقة قد سال حبرها في غير المجرى الذي تسيل معه هموم كاتبنا وآماله بوقف الحرب، حيث أسهب مستبشرا بالدور الفعال للأمم المتحدة لإنهاء الأزمة سلماً، فهي حتى الآن نجحت في تأخير شن الحرب!!..
وإني لأعجب متسائلا: ما الجديد الذي يجعلنا نعتقد بتغيير مواقف هيئة الأمم المتحدة؟..
إن المتتبع لقضايانا العربية والإسلامية والتي طال أمدها لعشرات السنين يجد أن هيئة الأمم المتحدة تتعايش مع واقع لايتفق وحل هذه القضايا، بل إنها تتوارى بعيدا عن تنفيذ قراراتها القديمة التي صدرت تمشيا مع متطلبات التكتيك والتآمر لتلك المرحلة فيما يتعلق على سبيل المثال بقضية فلسطين وكشمير وغيرهما مما لم يحظ ولو بجزء يسير مما حظي به إقليم (تيمور الشرقية) النصراني الذي سلخ زورا من أندونيسيا المسلمة بغطاء من هيئة الامم المتحدة!!..
إذاً فهيئة الأمم المتحدة يخضع قرارها بشأن الحرب على الرؤية الغربية وتحديداً الرؤية الأمريكية التي لم تتضح معالمها أمام أصحاب القرار الامريكي، حيث مازالت المعطيات تتراجع أمام أمريكا بشن الحرب على العراق وعلى رأس وذيل هذه المعطيات تذبذب وضعف التأييد العالمي من جهة، وقوة ردة الفعل الرسمية والشعبية للدول المعارضة والمتضررة من جهة أخرى .. من هنا تجد أمريكا في هيئة الأمم المتحدة غسيلا لماء وجهها في حال إقرار الحرب أو التراجع.
إن ما يثير الدهشة والحسرة أن قضايا الأمة الإسلامية والعربية تعالج وتحلل إعلاميا بين تزييف غربي وتسطيح عربي الأمر الذي جعل المتلقي يعيش أزمة إدراك نتج عنها ارتباك وضعف في اتخاذ الموقف الصحيح تجاه قضيته!!..
فحري بكتّابنا ومفكرينا أن ينطلقوا من عمق القضية التي يريدون التحدث عنها ويسبروا أغوار حقيقتها التي يتعمد الخطاب الغربي طمس معالمها من خلال تصريحات بعض قادتهم وتدليس إعلامهم الذي أضحى مع الأسف المنبع الذي تستقي منه أكثر الدوائر والقنوات الاعلامية في عالمنا العربي، بعيدا عن الاستعانة والاعتماد على المصدر الرباني الذي حدد لنا الهويات والاعداء وأساليبهم في الخداع والمكر وبين مايجب علينا تجاههم وتحديد الموقف معهم كما شخّص لنا جل القضايا وأسباب نشوئها وكيفية علاجها.
عبدالله العمر / الرياض
|