فضائيات للعبث!!

مخجل موقف الكثير من الفضائيات العربية ازاء حدث سنوي وتجمع إسلامي إيماني لا مثيل له وهو الحج.
أن تحضر وتغطي شبكات عالمية بحجم ال C.N.N ويغيب بعض اخوتنا في العقيدة والدم والمصير ويفردون مساحات كبيرة من البث للغناء والرقص والهلس.. فهذا أمر يحتاج إلى التساؤل المشروع لماذا يحدث هذا؟!!
يبدو أن أصحاب القرار والمخططين بتلك القنوات لا يميزون بين مهرجان سياحي أو تسويقي أو فني أو حتى تجاري وبين مناسبة إيمانية كشعيرة الحج.. الركن الخامس من أركان الإسلام.
هل ينتظرون مثلاً أن نقيم دورة رياضية أو حفلات صاخبة على هامش الحج!!؟
أم انهم اعتادوا على دعوات المجاملة التي توفر لهم خدمة «خمس نجوم» منذ وصولهم وحتى مغادرتهم التي ادمنوها من المهرجانات حتى غدت جسراً لتوفير التغطية المناسبة؟!!
وربما يرون انه من الضروري أن ندعو في كل موسم حج عدداً من النجوم والمشاهير ونقيم لهم مؤتمرات صحفية وجولات استثنائية وبرنامجاً خاصاً؟!!
في تصوري أن هذا لا يعني سوى أنهم بحاجة إلى فهم أكثر للإسلام وأركانه وتحديداً لما يعنيه الحج للمسلمين .. وما يحققه من مبادئ المساواة والتجرد من متع الدنيا والوقوف بين يدي الله دون فوارق.
وما يؤكد هذه الحقيقة أن الكثير من الزعماء وكبار المسؤولين بل ونجوم الفكر والثقافة والرياضة والفن من المسلمين يتواجدون سنوياً لأداء الحج.. وهنا يكمن الفارق بين تواجدهم في حدث سياسي أو ثقافي أو فني أو رياضي وبين حضورهم للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى دون أن يتميزوا عن غيرهم إلا بالتقوى.
من حق الإسلام عليهم أن يستثمروا كل حدث يعزز مكانته ويوضح مقاصده ومنهجه وسماحته.
ومن حق هذا الوطن عليهم إيضاح ما يبذل من جهود وما توفر من إمكانيات كل عام لضيوف الرحمن.
نعم لم نوفر كل شيء يحلم به الحجاج ونحلم به معهم لكننا وفرنا ما استطعنا ونضيف المزيد سنوياً.. على الرغم من الظروف المحيطة والتي يعلمها الجميع.. دون أن نمنّ أو نتفضّل على أحد بذلك.
من حق هذا الوطن أن ينصفه أشقاؤه وإخوته في العقيدة.
عندما تقول دراسات إعلامية عالمية أن موسم الحج هو ثاني أكبر حدث في العالم بالنسبة الى وسائل الإعلام والى المشاهدين بعد كأس العالم ألا يرى من مرّوا على هذه المناسبة على استحياء أن يعيدوا حساباتهم؟!!
- قليل من الحياء والانصاف يا عرب.