لم أكن لأتناول هذا الموضوع - رغم أنني وكثيرين مستاؤون منه - ذلك لأنني سبق أن تناولته قبل هذه المرة بمقالة مطولة لكن بسبب رسالة وصلتني من صديق غيور يكرمني- دوماً- ببعض الرؤى الذي يحسن بي الظن عندما يطلب مني الكتابة عنها.
لقد طلب مني هذا الصديق تناول موضوع «تحديد بعض الأسر والمدن والقرى للمهور- وهذا لا غبار عليه - ولكن كل الغبار هو في تلك الطريقة غير المقبولة في مسألة التفريق بين مهر البكر ومهر الثيب.!
وآخر ما قرأت في هذا الموضوع الخبر الذي أرسله إليّ ذلك الصديق والذي نشرته صحيفة «الاقتصادية» وقد جاء فيه أن إحدى قرى محافظة بلجرشي حددت «30» ألف ريال للبكر و«20» ألف ريال للثيب.
إن الاتفاق على تحديد المهور أمر طيب.. بل وحتى لو تم التفريق - ولكن بشكل غير معلن- بين مهر من سبق لها الزواج ومن لم تتزوج بعد.. ذلك قد يكون- أقول قد يكون- مقبولا لكن كل الاعتراض هو الاعلان عن مثل هذا الاتفاق ونشره امام الملأ بالصحف والمجلات والرجال والنساء، ومن الكبار والأطفال، ومن الأبكار والثيبات وأمام عيون «من يسوى ومن لا يسوى».!
ترى ما هو رد فعل ومشاعر اللواتي سبق لهن تجربة الزواج عندما يقرأن مثل هذه التفرقة وكأن المرأة «سلعة»، للجديدة سعر، وللمستعملة سعر.!
ثم ماذا يقول الأطفال عندما يقرؤون هذه التفرقة بالمهور بين نساء ونساء.! ولو عقلنا لربما - أقول لربما- كانت المرأة ذات التجربة أكثر بركة واسعاداً لزوجها وذلك بحكم نضجها وتجربتها - أقول ربما- !
هذا من الناحية المعنوية .. ومن الناحية الشكلية فالفرق هو ليلة واحدة.! ولكل من الرجال وجهة هو موليها.!
والله قال عن رسوله لو أراد أن يبدل زوجاته {عّسّى" رّبٍَهٍ إن طّلَّقّكٍنَّ أّن يٍبًدٌلّهٍ أّزًوّاجْا خّيًرْا مٌَنكٍنَّ مٍسًلٌمّاتُ مٍَؤًمٌنّاتُ قّانٌتّاتُ تّائٌبّاتُ عّابٌدّاتُ سّائٌحّاتُ ثّيٌَبّاتُ وّأّبًكّارْا} {التحريم: 5} فجعل سبحانه البديلات : الثيبات والأبكار بل قدم الأولى على الثانية.
وأختم سطوري فيما أشرت إليه في مقال سابق تناولت فيه هذه القضية عندما أوضحت انه إذا كان التفريق على أساس أن البكر لم تتزوج والرجل يوجهها كما يريد، أما الأخرى فهي مطلقة أو أرملة سبق لها الزواج ولها تجربتها مع رجل آخر، فهذه نظرة خاطئة.. إذ لا يعني هذا - بشكل دائم- أن البكر أكثر ليناً أو أطوع للرجل.. إن المرأة ذات التجربة السابقة قد تكون أوفر ليناً وقد تكون أكثر جمالاً وأطوع انقياداً.
إنني أقصد أن المعيار في هذه القضية ليس كون المرأة بكراً أو ثيباً .. بل الأمر يختلف من امرأة إلى أخرى سواء كانت من النوع الأول أو الثاني.!
أما قبل ..!
إنني مع تحديد المهور والعمل على تقليل تكاليف الزواج لكنني ضد أن يكون ذلك على حساب كرامة بعض النساء ومكانتهن .. وبخاصة إذا كان الاعلان والتفريق بين النساء على رؤوس الاشهاد وجداول الصحف.!
قوالب جليدية
** ليس أقسى من برودة العاطفة التي يواجهك بها إنسان تلتقيه فتمنحه أحر وأنبل ما لديك من عاطفة .. ولكنه يواجهك ببرود أين منه برود «قالب جليدي»!!
ترى: أمثل هذا «البرود العاطفي» بين صديق وصديق أو بين من تظنه صديقاً يعود إلى جفاف مشاعره وتصحر عواطفه.
أم تخاله يرجع إلى «كبرياء» تستوطن نفسه فلا يرى لجسر المودة مكاناً..!
بعض الاصدقاء يحرضك - بحرارة عواطفه- على المزيد من حبه.
والبعض منهم يحرضك - ببرود عواطفه- على ابتعاد قاربك عن شواطئ التواصل معه.
ف 014766464
| 
