الشكر لله على ما منَّ به علينا من فضل عظيم
د. أسامة بن عبد المجيد شبكشي ( * )

إن الحمد لله رب العالمين نستعين به ونتوب إليه ونستغفره والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقد أكرم الله سبحانه وتعالى هذه الأرض الطاهرة وأهلها الكرام بشرف خدمة الحجيج ونسأل العلي القدير أن نكون قد أدينا المهمة بالمستوى الذي يليق بهذه المناسبة الكريمة ويحقق تطلعات ولاة أمورنا - حفظهم الله - بالعناية الفائقة والرعاية الشاملة لضيوف الرحمن.
وفي هذا الإطار يشرفني أن أرفع إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - أسمى آيات الشكر والتقدير للدعم اللا محدود لوزارة الصحة ولكافة الجهات والقطاعات المعنية بخدمة حجاج بيت الله الأمر الذي ساهم بفاعلية في نجاحنا بفضل الله تعالى على تقديم الخدمات الصحية العامة والمتخصصة المتميزة للحجاج.
وبفضل الله العظيم انتهى موسم حج هذا العام على خير وعلى أحسن ما يكون ذلك في ظل ما سخرته حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظهم الله - من الإمكانات البشرية والمادية كافة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف وجندت كل الطاقات بما يتناسب مع مكانة المشاعر المقدسة من إيمان وإجلال وتقدير في أفئدة المسلمين في كل بقعة من العالم وبالمستوى الذي يليق بمكانة المملكة المرموقة إقليمياً ودولياً. وقد شاركت وزارة الصحة في خدمة الحجيج وفق خطة صحية متكاملة وشاملة للخدمات الوقائية والعلاجية والإسعافية وبالتنسيق مع الجهات المعنية وبالمتابعة الدقيقة لأفواج الحجاج وذلك منذ دخولهم أراضي المملكة وأثناء أداء المشاعر المقدسة وفي أماكن إقامتهم إلى حين المغادرة بإذن الله سالمين إلى ديارهم.
وكانت وزارة الصحة على أهبة الاستعداد لتقديم الخدمات الصحية لضيوف الرحمن وزوار المسجد النبوي الشريف باستنفار كل الجهود وكافة المرافق الصحية التي خصصت لتقوم بخدمة الحجاج وتوفير الرعاية الصحية لهم وفق أرقى الخدمات والتجهيزات الطبية والفنية وتم تجنيد جميع القوى العاملة في عشرات المستشفيات ومئات المراكز الصحية المنتشرة في كافة أرجاء المشاعر المقدسة وعلى الطرق المؤدية لها إضافة إلى مراكز الحجر الصحي في منافذ الدخول البرية والجوية والبحرية وقد أشرف على تنفيذ هذه الخدمات لجان متخصصة وقد تضافرت جهودها لتنفيذ سياسات الوزارة وخططها في تقديم أفضل وأرقى الخدمات الصحية للحجاج.
ولهذا أود أن أعبر عن خالص شكري وتقديري لجميع الزملاء والإخوة والأبناء في وزارة الصحة على الجهود الكبيرة التي بذلوها بكل الصدق والإخلاص والجدية من أجل خدمة ضيوف الرحمن صحياً ووقاية وعلاجاً وهذا إن دل على شي فإنما يدل على كرم وتفان أهل هذا البلد المعطاء.
إن خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مدينة رسوله صلى الله عليه وسلم شرف عظيم وقد حظيت به المملكة وأهلها منذ أن وضع جلت قدرته بيته الحرام بمكة المكرمة وحتى قيام الساعة وقد منَّ الله سبحانه وتعالى على بلادنا الغالية بهذه النعمة ولهذا فإن الخدمات التي تقدمها وتوفرها المملكة للحجاج في تطوير مستمر على كافة المستويات والأصعدة وذلك ما تضمنته الأهداف العامة والأسس الاستراتيجية لخطة التنمية السابعة 1420/1421هـ - 1424/1425هـ والتي نص الهدف الثالث منها على:
تطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين بما يكفل أداء الشعائر بيسر وسهولة وهذا ما أشاد وأقر به كل من جاء إلى بلادنا من كل فج عميق تلبية لنداء ربنا العظيم.
وختاماً أسأل الله العلي القدير أن يتقبل من الحجيج حجهم وأن يكتب لهم السلامة ليعودوا إلى بلادهم سالمين بذنب مغفور وسعي مشكور وحج مبرور.
وأتضرع وأبتهل إلى العلي القدير أن يديم على بلادنا الغالية نعمة الأمن والاستقرار والرخاء وأن يحفظ ولاة أمرنا بكل ما من شأنه خير للإسلام والمسلمين.
وكل عام وأنتم بصحة وخير ،،،،