* القاهرة - أحمد كمال - أ.ش.أ:
يُجمع مديرو الاستثمار في كبريات الشركات العالمية على أن الأسواق الناشئة على مستوى العالم قد فقدت جاذبيتها بالنسبة لهم وأن ا تخاذهم لقرارات بالعمل فيها بات يخضع لحسابات مخاطر أعقد عن ذي قبل.
وكشفت دراسة صادرة عن معهد التمويل الدولي «الذي يمثل أكثر من 300 بنك عالمى يمثلون البنوك الأكثر قوة على صعيد مؤسسات العالم المصرفية» عن حدوث تراجع حاد في مستوى ثقة المستثمرين في جدوى العمل في أسواق العالم الناشئة.
وأشارت الدراسة الى أن الأزمات الحادة التي شهدتها أسواق العالم الناشئة على مدى الأعوام الماضية قد مثلت ضربة شديدة للمستثمرين الكبار في العالم وهزت من ثقتهم في جدوى ضخ استثماراتهم في أسواق العالم النامي.
وأفادت الدراسة بأن المردود الاستثماري على العمل في أسواق العالم النامي بما في ذلك أسواقه الواعدة يشهد منذ الأعوام العشرة الماضية أدنى معدلاته وأن ذلك الوضع لا يزال قائما حتى الآن.
وأشارت الاحصاءات الصادرة عن المعهد الى أن حجم ما تم ضخه من استثمارات خاصة في أسواق العالم البالغة خلال عام 2002 لم يتجاوز 5 ،112 مليار دولار أمريكي بانخفاض 10 مليارات دولار عما كان متوقعا.
وأظهرت الدراسة الصادرة عن معهد التمويل الدولي أن متوسط التدفق الاستثماري الخاص الوارد للأسواق الناشئة خلال أعوام التسعينات بلغ سنويا 185 ملياردولار .. وكان الجانب الأعظم من تلك الاستثمارات يتجه الى أسواق الأوراق المالية أسهماً كانت أو سندات.
وأشارت الدراسة الى أن عام 2002 شهد أعلى معدلات هروب للأموال المستثمرة في مجال الأسهم والسندات من أسواق العالم الناشئة.. ومن المتوقع أن تبلغ معدلات التدفق الاستثماري على أسواق السندات خلال العام الجارى ذروة انخفاضها قياسا بحقبة التسعينات.
وقال مديرو محافظ الأوراق المالية لكبارالمستثمرين في مجال الأسهم والسندات ان معدلات الاقراض المصرفي خلال عام 2002 كان ضعيفا للغاية.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه عدد من المحللين الماليين أن يشهد عام 2003 تحسنا في حجم التدفق الاستثماري القادم الى أسواق العالم النامي وأن يصل الى 1 ،137 مليار دولار.. يرى محللون آخرون أن حدوث ذلك التحسن مرهون الى حد بعيد بمدى تحسن اقتصاديات بلدان أمريكا اللاتينية وتحسن أوضاع أسواقها وما قد يطرأ على أسعارالنفط من هبوط خلال النصف الثاني من العام الجاري.ويرى خبراء معهد التمويل الدولي أن انتعاش الاقتصاد العالمى تحيط به عدة مخاطر لاينبغي التقليل من أهميتها وهو ما قد يؤثر بالسلب على معدلات تدفق الاستثمارات الخاصة الى الأسواق الناشئة.
ويضع خبراء المعهد احتمالات حدوث حرب مع العراق تستمر لمدة طويلة في مقدمة تلك المخاطر لما قد ينطوي عليها من ارتفاع حاد في أسعارالبترول.. والتأثير سلبا على انتعاش الأسواق المالية في بعض البلدان الواقعة في نطاق تأثير تلك الحرب مثل تركيا.
وبغض النظر عن تلك الظروف الصعبة التي تشهدها بيئة الاقتصاد العالمي.. يرى معهد التمويل الدولي أن المستثمرين قد اكتووا بنيران الأزمات المالية المتلاحقة التي شهدتها معظم أسواق العالم الناشئة والتي بدأت بأزمة الاقتصاد المكسيكي خلال الفترة 1994 / 1995 وما تلاها من أزمات اقتصادية في الأرجنتين.
ويقول محللون اقتصاديون في منظمة التجارة العالمية إنه اتضح أن ما كان يعتقد في كونه طريقاً آمناً اًللمستثمرين عندما يقررون المضي للعمل في أسواق الأسهم والسندات في بورصات العالم الناشئة لم يكن سوى مسلسل من الأزمات وانعدام الاستقرار.
ولفتت الدراسة الصادرة عن معهد التمويل الدولي الى أنه نتيجة لمناخ القلق في بورصات الأسواق الناشئة فإن معظم المستثمرين الغربيين فيها ممن ساهموا في ضخ الأموال وتدعيم الثقة في تلك البورصات خلال السنوات الخمس الأولى من التسعينات هم أنفسهم الذين انسحبوا بشكل ملحوظ من الأسواق نفسها في الأعوام التالية.
كما بدا واضحا أن المستثمرين المتخصصين في اللعب في تلك الأسواق المالية الناشئة قد بدأت أعدادهم في التقلص ط بعدما تبنوا سياسة انسحابهم من تلك الأسواق.
ويرى تشارلز دالارس المدير العام لمعهد التمويل الدولي أن التحسن النسبي الذي طرأ على مناخ الاستثمار في البرازيل سيكون بارقة الأمل الوحيدة على صعيد تحسن معدلات التدفق الاستثماري على أسواق الأسهم والسندات الواعدة في العالم النامي.
وقد أشاد دالارس بنجاح حكومة لويزدا سيلفيا الجديدة في البرازيل بالوفاء بما قطعته على نفسها من مواصلة نهج سابقيها في تحقيق حالة من الثبات النقدي.
ودعا المدير العام لمعهد التمويل الدولي الحكومة البرازيلية الى الاستمرار في تحقيق نجاحات على أصعدة الاقتصاد الكلي كسبيل وحيد أمام البرازيل لمواجهة التداعيات والانعكاسات المالية والاقتصادية الناجمة عن سياسات التصحيح المالي.
|