إن استمرار ارتفاع العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) أمام الدولار، ونموها السريع، يؤثر على الصادرات الأوروبية، ويجعل آراء خبراء الاقتصاد الأوروبيين، حول مدى قدرة الاقتصاد الأوروبي على تحمل عملة موحدة سريعة النمو، وارتفاع سعر صرف اليورو أمام الدولار تختلف، فعلى الرغم من أن سعر صرف اليورو لم يصل بعد إلى السعر الذي انطلق به أول مرة في يناير 1999، والذي كان 1 ،17 دولار، إلا أن الظروف الاقتصادية الماضية والحالية مختلفة تماماً، مما يجعل سعر صرف اليورو الحالي يعتبر مرعباً، حيث يرى رؤساء كبرايات الشركات في منطقة اليورو، وخاصة العاملة منها في مجال التصدير، أن اليورو المرتفع، قد بدأ في الإضرار بصادراتهم إلى الأسواق الخارجية، وقد أعرب أحد أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي عن اعتقاده بأن ارتفاع اليورو أمام الدولار في الفترات الأخيرة، لا علاقة له بالأداء الاقتصادي في منطقة اليورو، بقدر ارتباطه بالأوضاع السياسية المتأزمة في العالم، ويمكن أن تكون لهذه الأوضاع تأثيرات سلبية على الاقتصاد في حالة استمرارها على نفس الوتيرة، وكان الدولار قد بدأ يحقق انتعاشاً بسيطاً عرفه مع ارتياح الأسواق لاحتمال تأجيل الحرب على العراق، إلا أن هذا الانتعاش لم يدم طويلاً، حيث عاد الدولار ليتعرض إلى عدة ضغوط، أدت إلى تراجعه من جديد، حيث يرى معظم المحللين أن حالة الغموض التي تغطي الأجواء السياسية بالإضافة إلى إعلان حالة التأهب في الولايات المتحدة، لاتشجع على شراء الدولار، بالإضافة إلى إدلاء غرينسبان أمام الكونغرس بتصريحات جاءت أقل تفاؤلاً، واقترب سعر الدولار أمام اليورو خلال هذا الأسبوع إلى أدنى مستوياته منذ أربعة أعوام والتي بلغها في بداية الشهر الجاري ولكنه حقق نمواً بسيطاً بعد ذلك، تجاوباً مع بعض التصريحات الإيجابية، ومقابل الين، فقد الدولار قوته الدافعة، بعد انتشار شائعات تفيد برغبة المصدرين اليابانيين في بيع الدولارعند اقترابه من مستوى 122 يناً، بالإضافة إلى شائعات أخرى تفيد بقيام مستثمرين يابانيين بتحويل عائداتهم من سندات الخزانة الأمريكية إلى العملة اليابانية، وقد أفاد أحد المسؤولين اليابانيين أن وزارة المالية اليابانية، ستتخذ الإجراءات المناسبة في حال حدوث تحركات مبالغ فيها للأسعار في سوق الصرف الأجنبي، كما أدت هيمنة التوترات السياسية على أسواق العملات إلى نزول الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات امام اليورو، وقد صرح بعض المحللين أن فرص انتعاش الدولار في ظل الأوضاع السياسية التي تتفاعل لصالح اليورو ضعيفة، وقد سجل الدولار مقابل اليور في نهاية الأسبوع الثاني لفبراير من عام 2003 ارتفاعاً بلغ (0 ،19%) مقارنة بإقفال الأسبوع المنصرم، ووصل سعر اليورو مقابل الدولار، إلى مستوى بلغ في ذروته (1 ،0858) دولارا، وكان أقل مستوى تراجع له (1 ،0661) دولاراً ، وقد أقفل على مستوى بلغ (1 ،0788) دولاراً في نهاية الأسبوع نفسه.
|