على الرغم من ان شهادة رئيس البنك المركزي الأمريكي (آلان غرينسبان)، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي جاءت أقل تفاؤلاً، حيث أكد أن الغموض الذي يغطي قضية العراق، يشكل حواجز رهيبة أمام إنفاق الشركات، مما يصعب قياس مدى تعافي الاقتصاد الأمريكي، إلا أنه بتأكيده الشديد على ضرورة استعادة انضباط الميزانية، ووجوب فرض قيود على العجز والإنفاق، وإعلانه عن ميله وزملائه إلى إمكانية تعافي وانتعاش الاقتصاد بعد وضوح الرؤية في القضية العراقية، فقد سرت موجة تفاؤل رفعت من معنويات السوق وأدت إلى انتعاش الأسواق، وقد تبين من بعض الأرقام الاقتصادية التي ظهرت، تجاوب بعض المؤشرات مع التصاريح المتفائلة، بينما يتبين من أرقام أخرى أن الذعر إزاء قضية العراق، لا زال يعيق أي نمو ويقود بعض المؤشرات بالاتجاه المعاكس، فبالنسبة لمستوى مبيعات شركات التجزئة التي تشمل تقييماً لمستوى أداء المستهلكين، فقد قفزت بدون مبيعات السيارات إلى مستوى 1 ،3% ، في شهر يناير، وهي أسرع قفزة لها خلال سنتين، بينما كان متوقع لها 0 ،5%، وجاءت مبيعات التجزئة عموماً أقل من المتوقع، حيث سجلت انخفاضاً بنسبة 0 ،9%، بينما كان متوقع لها انخفاضاً بنسبة 0 ،6%، وبالنسبة للناتج الصناعي، فقد أظهر تحسناً واضحاً، حيث سجل نمواً بنسبة 0 ،7% ليتجاوز بذلك توقعات الأسواق، مقارنة بتراجع بنسبة 0 ،4% للشهر السابق، وقد كان متوقعاً له نمو بنسبة 0 ،3%، وجاء انخفاض عدد المطالبين بالإعانات الحكومية أقل من مستوى توقعات الأسواق، فقد انخفض عدد المطالبين إلى 377 ألفاً خلال الأسبوع الماضي، وكانت التوقعات تشير إلى 389 ألفاً، أما مؤشر جامعة ميتشيجن، وهو يعبر عن رأي المستهلك، فقد حقق تراجعاً إلى مستوى 79 ،2، بينما كان متوقعاً 81 ،2 ليخيب بذلك آمال الأسواق والمحللين، مقارنة بمستوى 82 ،40 خلال الشهر الماضي.
|