* واشنطن من آدم أنتوسل رويترز:
عرضت الولايات على أنقرة مجموعة مساعدات تتضمن منحا حجمها نحو ستة مليارات دولار إضافة إلى ما يصل إلى 20 مليار دولار في صورة ضمانات قروض في محاولة لضمان مساندة تركيا لغزو محتمل للعراق، وفقاً لإفادة مصادر مطلعة على تفاصيل العرض الأمريكي لتركيا.
والتقى الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الجمعة في البيت الأبيض بوزير الخارجية التركي ياشار ياقش ومسؤولين آخرين لكن المفاوضين الأمريكيين والأتراك لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق نهائي بشأن السماح لقوات أمريكية باستخدام قواعد في تركيا كمنصة انطلاق لغزو العراق من الشمال.
وفضلا عما يقدر بنحو ستة مليارات دولار من المنح تعرض إدارة بوش ما يصل إلى 20 مليار دولار في صورة ضمانات قروض بوسع تركيا الحصول عليها من البنوك المملوكة للقطاع الخاص.
وتطالب الولايات المتحدة كشرط لتقديم تلك الضمانات أن تخضع القروض لشروط برنامج تركيا مع صندوق النقد الدولي.
ولم يتضح إذا كانت تركيا ستقبل العرض الأمريكي الذي تزايد حجمه بدرجة كبيرة في الأيام الأخيرة.
وكانت تركيا التي تقول إنها أصيبت بأضرار اقتصادية بالغة نتيجة حرب الخليج الأولى قد طالبت واشنطن بعدة مليارات إضافية.
وبمجرد التوصل إلى اتفاق سيقوم الرئيس الأمريكي بإحالته إلى الكونجرس للموافقة عليه ضمن طلب بتخصيص ميزانية طوارىء في زمن الحرب.
وسمحت تركيا التي تشترك مع العراق في حدود طولها 350 كيلو متراً للجيش الأمريكي بتحديث وتطوير بعض القواعد لاحتمال استخدامها في شن حرب لكنها لم تعط موافقتها لواشنطن بعد على استخدامها.
ويحتمل أن تعين هذه المساعدات إضافة إلى اتفاق لتقييد حجم القوات الأمريكية في تركيا في أي فترة بعينها على تجنب إثارة رد فعل غاضب من جانب الأتراك الذين تعارض نسبة كبيرة منهم حربا على العراق.
وقالت مصادر دبلوماسية إنه ينتظر التوصل على الأرجح اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء إلى حل وسط للخروج من الأزمة التي يواجهها حلف شمال الأطلسي بشأن اتخاذ تدابير لتوفير الحماية لتركيا حال نشوب حرب بقيادة الولايات المتحدة.
وفي بروكسل قال رئيس الوزراء البلجيكي جي فيرهوفشتات يوم السبت إن بلجيكا تعتزم اقتراح إجراءات للمساعدة في وضع نهاية للأزمة في حلف شمال الأطلسي بخصوص تقديم المساعدة العسكرية لتركيا.
وأدى رفض فرنسا وألمانيا وبلجيكا السماح للحلف الذي يضم 19 دولة ببدء التخطيط للدفاع عن تركيا إلى دخول الحلف في واحدة من أشد أزماته منذ إنشائه قبل 54 عاما.
وتعكف إدارة بوش أيضاً على وضع اللمسات النهائية على برنامجي مساعدات آخرين قيمتهما عدة مليارات من الدولارات لإسرائيل والأردن الذي يقول مثل تركيا إنه سيحتاج إلى منح وضمانات قروض من الولايات المتحدة للتغلب على الآثار الاقتصادية لعمل عسكري ضد العراق.
| 
