* لندن من أحمد حسن الشرقاوي أ.ش.أ:
خلال اليومين الماضيين جاءت الرياح بما لايشتهيه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.. ويؤكد المراقبون ان الوقت بدأ ينفد أمام بلير للملمة شتات حزبه والرأي العام في بلاده بعدان تلقت حكومته رسائل معاكسة لسياستها المتشددة تجاه العراق أهمها كانت من نيويورك ولندن ولم تكن باريس وبرلين وبكين وموسكو بعيدة عن السياق.
أما رسالة نيويورك فقد جاءت من مجلس الأمن الدولي حيث تلقى بلير صفعة قوية جراء النتائج التي توصل لها رئيس فريق التفتيش على أسلحة العراق هانز بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في تقريريهما للمجلس حيث تلخصت النتائج في ان العراق يحقق تقدما وان الأمر يحتاج للمزيد من الوقت لاستكمال عمليات التفتيش.
أما رسالة لندن فهي التي جاءت يوم السبت نتيجة خروج أكثر من مليون مواطن بريطاني الى الشوارع في أكبر مسيرة على الاطلاق في تاريخ بريطانيا لاعلان معارضتهم لسياسة بلير في شن حرب على العراق.
ومسيرة المليون في لندن «وكما يؤكد المتابعون للشأن البريطاني» تعد بحق علامة فارقة في الحياة السياسية والحزبية البريطانية رغم انهالم تنجح في اثناء بلير أو اجباره «على الأقل حتى الآن» على التراجع عن التزامه بدعم واشنطن في حربها حتى اذا لم تحظ تلك الحرب بموافقة من الأمم المتحدة.
فالمسيرة التي تم تنظيمها والاعداد لها باتقان عكست رسالة الشارع البريطاني الى بلير كما ان الكلمات التي ألقيت أمام حشود ضخمة تجمعت في حديقة هايد بارك بلندن عقب انتهاء المسيرة تضمنت عبارات قاسية للغاية للحكومة البريطانية ولرئيس الوزراء وللادارة الأمريكية والرئيس جورج بوش كما تناولت بعض الكلمات ربطا بين ما يحدث للعراق وما يتعين ان يحدث في اسرائيل.
فقد أكدت وزيرة شئون ايرلندا السابقة مو مولام ان الأمور بالنسبة لتوجه بريطانيا نحو الحرب يمكن ان تتحسن إذا استمر الترابط الذي شاهدناه اليوم وهذه المئات من الألوف من البشر الذين خرجوا للشوارع للتعبير عن رفضهم لشن الحرب على العراق.
كما قال الوزير السابق توني بين ان المحتشدين شكلوا ما وصفه بحركة سياسية جديدة ستستمر لفترة أطول بكثير من فترة بقاء الأزمة العراقية وانه اذا كان الأمر في هذه المرة هو وقف الحرب على العراق فان المرة المقبلة يجب ان تكون لانشاء دولة فلسطينية مستقلة وتخليص الشعب.
وأكد توني بين الذي يعد من أشد المناهضين للحرب على العراق انه اذا كان هناك مفتشون دوليون في العراق لنزع أسلحة الدمار الشامل الموجودة لديه فانه يرغب أيضا في ان يرى هؤلاء المفتشين في اسرائيل وفي بريطانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية حيث تمتلك كل من هذه الدول الثلاث نوعيات أكثر تطورا وأشد فتكا من تلك التي في العراق اذا كانت موجودة بالفعل.
وقدردت النائبة العمالية جليندا جاكسون على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التي وجهها للمشاركين في المسيرة بالقول انه من المخزي أن يغفل رئيس الوزراء القول ان حرب العراق مع ايران قد دعمتها الولايات المتحدة وأمدت العراقيين خلالها بالأسلحة بما فيها الأسلحة الكيماوية.
وكان بلير قد أكد في كلمة له أمام مؤتمر لحزب العمال الحاكم في مدينة جلاسجو الاسكتلندية في وقت سابق أمس ان المتظاهرين الذين يخرجون في مظاهرات في الشوارع احتجاجا على الحرب يجب ان يدركوا انه إذا كان عددهم نصف مليون فان هذا العدد لايماثل أولئك الذين قتلهم صدام من أبناء شعبه وإذا كان عددهم مليونا فان هذا العدد يقل بكثير عن العدد الذى قتله صدام خلال حربه مع ايران التي استمرت ثماني سنوات وغزوه للكويت عام 01990
كما تحدثت في المؤتمر نجمة موسيقى الروك البريطانية مسز دينامايت فقالت في كلمتها أمام المشاركين في المسيرة انني أريد ان أسأل رئيس الوزراء البريطاني الى متى سيظل يكذب ويخدع المواطنين في هذا البلد بالحديث كثيرا في كافة الأمور وقول الحقيقة في القليل منها فقط.
|