Monday 17th february,2003 11099العدد الأثنين 16 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
جاسر عبدالعزيز الجاسر
كيف تصنع القرارات العربية؟!

الذين تيسرت لهم متابعة الاجتماعات التي سبقت الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي تم أمس في القاهرة بعد أن مهد له الوزراء في مشاورات ولقاءات تواصلت طوال يوم السبت الذي سبق الاجتماع الرسمي فمنذ وصول الوزراء الذين بكر البعض منهم وحتى ساعة متأخرة من ليلة السبت/ الأحد انهمك الوزراء في جلسات تشاورية اقتصر بعضها على ثلاثة وزراء ووصلت في بعض الأحيان إلى مشاركة ستة وزراء.
نقول: الذين تيسرت لهم متابعة تلك المشاورات أو الذين علموا ما دار في تلك الاجتماعات من خلال مصادرهم الذين لايبخلون في مثل هذه الأحداث عن نقل ما يجري لتسريب مواقفهم وما يريدون معرفته لمواقف الآخرين تيقنوا أن العمل الدبلوماسي العربي مضن ومرهق وصعب لتباعد المواقف العربية للقضية الواحدة.
ومثلما يحصل عادة في كل القضايا السابقة كانت المواقف متباعدة جداً تجاه الموضوع الذي تنعقد من أجله القمة العربية الطارئة يوم السبت القادم إذ لم يكن هناك موقف موحد، ولا موقفان.. بل ولا حتى ثلاثة بل يمكن القول إن لكل قطر عربي موقفاً يصر عليه ويطالب أن يكون وحده على حق والآخرون على خطأ.
والذي حدث ليلة السبت الأحد أن الوزراء استهلكوا وقتاً طويلاً حتى أمكن فرز المواقف وإعادة صياغتها في بيان توافقي يرضي وجهتي النظر «تقريباً» فمقابل ما كانت بعض الدول العربية تطالب بمصارحة القيادة العراقية ومطالبتها بتغليب مصلحة العراق وشعبه، وهو ما كانت تطلبه أكثر من عشر دول استبدل بتوجيه وفد من بعض القادة العرب إلى بغداد وإجراء مباحثات مع الرئيس العراقي صدام حسين والوفد كما علمت من أحد الوزراء الأفارقة العرب بأنه سيعرض على الرئيس صدام حسين مبادرة شاملة لمعالجة الأزمة العراقية، يعلنها العراق ويتبناها العرب لإقناع الاسرة الدولية والسعي لتأييدها من القوى الدولية الرافضة للحرب.
واستبدلت مطالبة دول عربية أخرى وضع نص في بيان القمة العربية الطارئة يطلب من الدول العربية المجاورة الامتناع عن استقبال قوات أمريكية أو بريطانية أو غيرها على أراضيها ورفض تقديم أي تسهيلات عسكرية أو لوجستية لتلك القوات.
وقد أفهمت تلك الدول أن بعض الدول تتواجد فيها قوات الآن بعضها يصل إلى عشرات الآلاف وأنها لا تستطيع أن تطلب خروجها ولذا فقد استعيض عن ذلك بتوجيه طلب لأمريكا بإعطاء الدول العربية مهلة من ستة إلى ثمانية أسابيع لتسوية الأزمة العراقية بالأساليب السلمية واعتماد الوسائل الدبلوماسية وأن يوجه القادة العرب جميعاً نداءً أو رسالة لأمريكا وبريطانيا بالمحافظة على العمل من خلال مجلس الأمن الدولي واستبعاد التحرك المنفرد وإعطاء فرصة حقيقية للمفتشين الدوليين لإنجاز عملهم.
هذه «الصيغة الوفاقية» لا ندري هل تعتمد في القمة الطارئة يوم السبت القادم وأمامنا ستة أيام.. فهل سيحصل شيء ينسف هذه الصيغة...؟ أم يفلح العرب من خلالها لعمل شيء يلغي الاتهام الموجه لهم بالتقاعس عن إنقاذ أمة مهددة بأخطار لا قبل لها بها؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved