الكثير من المشكلات إذا لم توضع لها حلول جذرية، وتواجه مواجهة حاسمة فإنها تستفحل يوماً بعد يوم وعاماً بعد آخر. وإذا تعلقت المشكلة بالتعليم فإنها تكون أشدَّ حاجة إلى الحلول الواقعية؛ لأن التعليم يرتبط بمستقبل المجتمع وقوة الأمة ويشكل لها تاريخها على المدى البعيد.
من أهم المشكلات التي نسمع عنها كلّ عام القبول بالكليات والجامعات، يعيشها كل بيت فيه طالب حصل على شهادة الثانوية العامة، فالكل يسعى إلى الالتحاق بكليات معينة معروفة، وإذا كان المجموع والتفوق يتدخلان لتحديد سياسات القبول وتلبية الرغبات غير أن بعض المتفوقين لا يتمكن من اللحاق بزملائه سواء لانخفاض مجموعه درجة أو درجتين أو لعدم اجتيازه اختبارات قبول معينة أو لأسباب أخرى.
وإذا كان هذا هو حال من يتقاربون في المجموع فما بالنا فيمن يكون مجموعهم أقلَّ؟ هنا تتفاقم المشكلة في تحديد فرص القبول وفرص تلبية الرغبات، وتستمر هذه المشكلات في حدتها وخطورتها، ويظل أولياء أمور الطلاب يبحثون عما يلبي رغبات أبنائهم وتطلعاتهم الشخصية نحو رؤية أبنائهم في أفضل الكليات. وكأن المجتمع لا بد أن يكون كله ما بين طبيب ومهندس فقط.
فهل تستمر مشكلات القبول كل عام من غير حلول جذرية ومن غير تخطيط يضع في حسبانه حاجات المجتمع الحقيقية للخريجين حتى لا تولد سياسات القبول بالجامعات ما يزيد من حدة مشكلات التوظيف بعد التخرج؟
إن سياسات القبول بالكليات والجامعات في حاجة إلى المراجعة في ظل التوسع الحاصل في التعليم الجامعي، وفي ظل الدور الذ ي يجب أن يؤديه القطاع الأهلي، واضعين في الحسبان حاجة بلدنا إلى الفنيين والمتخصصين في شتى مجالات التنمية.
|