في أثناء الزيارة الرسمية التي قام بها سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران على رأس وفد عسكري إلى الأردن، يضم نائب رئيس هيئة أركان الحرب، وكبار القادة العسكريين السعوديين، قام سموه بزيارة بعض القطاعات السعودية المرابطة في الأردن، والتقى بضباط وجنود هذه القطاعات وتحدث إليهم في كل قطاع زاره من المواقع الأمامية.
قال سموه في الكلمة التي ارتجلها في القوات المرابطة في خطوط النار:
اخواني وزملائي ضباط وصف ضباط وجنود هذه القوات الاسلامية المظفرة، لقد سعدت وزملائي بهذه الزيارة المحببة الى نفسي، لقد شرفتمونا كما سبق أن شرفنا آباؤكم وأجدادكم من قبل بالنضال ضد الكفر والالحاد ومن أجل استقرار الوطن العربي.
إن معركة الصافي لا يمكن أن تنسى بل تسجل بمداد من الذهب لكل فرد منهم، في هذا اليوم أرى وزملائي اننا قد حرصنا أن نكون في شرف الجهاد في سبيل قدسنا الحبيب ومشاركة عاهل البلاد المفدى جلالة الحسين وجنوده الأشاوس، إنني أحمل إليكم تحية رجل كان ولا يزال جنديا لتحرير الأوطان العربية، لقد عارك وحارب من صغره ويدرك معنى الجندية ومعنى المعركة، انه قائدنا الأعلى الملك فيصل.
أيها الاخوان: إنني في هذه اللحظة وزملائي نعيش معكم وأنتم تقومون بمؤزارة اخوانكم في الأردن الشقيق المناضل، تجاهدون وتناضلون لخدمة الدين الحنيف وخدمة الأمة العربية التي انتهكت حرمتها وانني آمل من الله النصر لقلب العروبة النابض، واخوانكم الفدائيين من منظمة فتح ومن سار على نهجهم في الجهاد في سبيل أن تعيدوا القدس وتعيدوا كل الأرض المغتصبة.
لا غرابة فيما فعلتم ولكن الغرابة لو لم تفعلوا. انكم أبناء من حاربوا في سبيل الإسلام.
أيها الاخوان: إن ما انتصرتم به قبل أيام لهو امتحان لكم من الله سبحانه وتعالى وان النصر الذي أتاكم هو منحة من الله وامتحان منه لكم فانظروا لماذا انتصرتم،
انتصرتم لأنكم تؤمنون بالله، وانتصرتم لأنكم تناصرون رب العزة والجلال، ولأنكم عقدتم النية حينما أمرتم بالتوجه والرحيل الى هذه البلاد العريقة، فمن كان حيا فيحيى حياة سعيدة، ومن كان ميتا كتبت له الشهادة.
أيها الاخوان: لقد أسعدني ما رأيت من تعاون كامل بين اخوة لكم مرابطين على خط النار منذ عام 1948م حتى الآن، انهم اخواننا في الدين واخواننا في الدم وفي القيم ألا وهو جيشنا الباسل جيش الحسين المعظم.
إن كل ما يتمناه المؤمن في حياته هو أن يختتمها بشهادة «لا إله إلا الله» ثم يموت عليها، انكم في هذا المكان تخدمون الدين أولا وتخدمون العروبة ثانيا، وتخدمون التاريخ العربي الأصيل في قيمه وأخلاقه ورفعته.
أيها الاخوان: عليكم بتقوى الله تظفروا وعليكم بدين الله تنتصروا وبغيرهما لن تنتصروا بأي حال من الأحوال، لقد كان أباؤكم وأجدادكم الذين أشرق عليهم الاسلام على يد (محمد بن عبدالله) عليه أفضل الصلاة والسلام، انتصروا على الفرس وانتصروا على الروم وانتصروا على العالم أجمع بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
لقد وصلوا إلى أوروبا وفتحوا الفتوحات ولقد سيطروا على العالم وكانت سيطرة أمينة فلم يسيطروا بالفحشاء ولم يسيطروا بالبغي، ولكن سيطروا بالحق والعدل ورفع العدالة الاجتماعية بين الأمم.
إن التشريعات القائمة الآن والتي تسود العالم والديمقراطية التي يدعونها والعدالة الاجتماعية التي يقولون بها إنما هي مقتبسة من شريعة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
أيها الاخوان والزملاء: أكرر تحية القائد الأعلى للقوات المسلحة لكم أحملها تحية صادقة يعتز بها كل مناضل.
كما أنكم أيها الاخوة رفعتم رؤوس ابائكم وأبنائكم واخوان لكم في بلادكم المقدسة تحن إلى بلد انطلقت منه الرسالة، لقد أتيتم إلى هذه البلاد الشريفة العزيزة على أنفسكم لتشاركوا اخوانكم في الجهاد في سبيل الله تحت قيادة الملك حسين أدامه الله.
إنني سعيد أن أراكم ولكنني غير سعيد أن أفارقكم ولا أشترك معكم في يوم المحن.. اليوم الذي فيه تبيض وجوه وتسود فيه وجوه.
|