ما أظن العالم مستطيعاً أن ينصف أي رجل من عباقرة الفن فيما يخوله من عطف واعجاب، وان بلغ الغاية في الظاهر، وإلا فأي غبن على الموسيقي، أوالمصور، أوالشاعر أكبر من أن يحاسب في حياته بأقل حسناته، وتكتم كبراها، فلا يفطن لها أحد، أو يفطن من منافسيه من هم أشد الناس كراهة، لاذاعتها ورغبة بخسها.
لهذا وجب، أن ينظر إلى أعمال رجال الفنون، كبارهم وصغارهم من أرحب الجوانب الممكنة ومن أكثرها اتساعاً للتصحيح والمناقشة.
وواجب أن يلقوا من عطف الجمهور ما يستحقونه وفوق ما يستحقونه في بعض الأحيان.
لأن الفنون لا تحيا بغير عطف كبير واسع، ولأن هذا العطف مما يدل على تهذيب النفوس، ونمو حاسة الجمال وضرر الافراط فيه، ان كان صادقاً لا يذكر إلى جانب الضرر الذي ينجم عن الاهمال، أو الضرر الذي ينم الاهمال على وجوده.
|