Sunday 16th february,2003 11098العدد الأحد 15 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الخصخصة وأصحاب الجيوب الخاوية الخصخصة وأصحاب الجيوب الخاوية
فهد الصالح

الخصخصة.. تلك الخطوة الجريئة، المفعمة بالكثير من المخاطر.. والكثير من المسؤولية.. والكثير الكثير من النظرة المستقبلية الثاقبة.
* هي بالنسبة لهم «فئة الأحياء وهم أموات» سلاح خطير قد ينفجر في أي لحظة ويفتك بما تبقى لهم من أمجاد وعندها لن تنفع خطابات الاعتذار.. أو مبررات ذلك اللقاء التلفزيوني المفبرك.. ولن تجدي خطابات الإدارة وأعضاء الشرف أو تأجيل مباراة الاعتزال المزعومة!!
* هم كذلك بما تبقى لهم من عقول مظلمة والرياضة السعودية توشك على ان تكون على حافة الهاوية، لأن تلك العقول اعتادت على الأضواء الغثة والمشاعر الغضة التي تأبى الانسحاب عند أول مواقع السقوط المر! ولأن لكل عمل ايجابياته وسلبياته.. فمن الأولى ان نسأل أنفسنا.
ماذا سيفعل ذلك الرئيس عند ما تطلب منه الخصخصة ان يغادر فوراً دون كلمة ثناء أو شكر لمشواره الطويل الذي قدم فيه كل ما يملك من أجل ناديه المفضل؟!
ماذا ستكون ردة فعل عضو الشرف الذي لن تكون له حول ولا قوة في احضار مدرب أو عودة لاعب ما أو حتى نصرة جماهيره العريضة بعد كل هذا الزمن الطويل من العطاء والدعم اللا محدود؟!
ما الذي ستفعله تلك الأندية الصغيرة التي لا يرعاها إلا تلك الاجتهادات الخاصة جداً التي بالكاد تسيّر أحوال ذلك النادي الريفي الرابض على بقايا ذكرياته؟!
هل سيكون الدخل ملائماً للمصروفات؟!
حسنا فالحديث عن الألم.. ألم، وبما ان الحديث عن سلبيات الخصخصة مازال مبكرا فإن الحديث عن أولئك الزمرة مازال قائماً.. ألم أقل لكم انهم أحياء وهم أموات؟!..
اتخيل الآن أحد رؤساء تلك الأندية وهو يوشك على الخروج من ناديه الذي تشبث به لسنوات طويلة ظل خلالها يقبل رأس كرسيه المرموق حتى اهتراء امتعاضا من اجل البقاء واظنه يقول في قرارة نفسه هل أكون شريكا بالتصويت؟.. أم اكتفي ان أكون مشجعاً بعد هذا المشوار الحافل الطويل جدا؟.. أم أترك الأمر لعيناي لترى فريقي المفضل عبر التلفاز ولا حول لي ولا قوة؟!..
وعندها لن تفي البشوت المنمرقة.. أو اللباقة المصطنعة.. أو الجيوب الخاوية؟ لأن قرار الخصخصة سيعني ان النادي لن يكون ملكاً بالوراثة أو المودة أو حتى الماضي الجميل.. انها لغة المال التي لا تعرف المجاملة أو المحسوبية أو أصحاب الجيوب الخاوية!!
وهي كذلك لأولئك الذين يظنون ان الرياضة هي تركة غير مبنية على الفن والأخلاق والمتعة.
وهي كذلك لأصحاب العقول المريضة الذين لا يؤمنون بأن العطاء لا حدود له حين يكون في أكثر من موقع.
* الخصخصة ولو طبقت بدون الاحتراف «المر» فهي التي ستحرض ملاك تلك الأندية على استقطاب المواهب المحلية لاسيما وان سعر اللاعب المحلي سيزداد ارتفاعاً وتنافسا في البقاء والرقي للأفضل. عندها سنرى أكثر من مدرسة كروية وبطريقة البقاء للأفضل لاسيما حين يطلب من القطاع الخاص بعض الشروط التي لا تُعنى بالتعجيز لعل احدها إنشاء ملاعب الأحياء التي انقرضت الآن.
* اتذكر الآن «سانتروبيس» هناك حيث الساحل الفرنسي الجميل، اتذكر كيف جمعتني الصدفة التي لا تعرف وقتا ولا موعدا بأحد مدربي رياضة الدراجات الهوائية الفرنسية لدرجة الشباب، رأيته وهو يحدثني مشدوها! فلم يدعني تطفلي من سؤاله عن سر ما يقوم به؟ ولماذا هنا بالذات؟.. فأجابني بأنه حضر إلى هنا من باريس العاصمة الام لينقب عن موهبة واحدة فقط قد ضلت طريق الصقل!!
تخيلو ان تقطع مئات الأميال من أجل موهبة واحدة فقط العثور عليها هو أشبه بالعثور على إبرة في بحر لجي متلاطم الأمواج!!
يا ترى كم سيكون لدينا من موهبة ظاهرة بازغة بزوغ الشمس تنتظر الفرصة فقط؟
* الخصخصة قد تفتح بلغة المال أموراً أخرى لا يعرف مداها أو وقعها إلا أحد المندسين في معمعتها المترهلة.. وحتى نقف عند ذلك المدرج سنجعل الكرة في ملعب المسؤولين الرياضيين.. صناع القرار وهم الذين سيفكون رموز الاستمرار أو التوقف إلى حين انفلاق البلحة!!
قناة يا فرحة ما تمت
يعكف الهلاليون هذه الأيام وبما تبقى لهم من وقت ضائع في العمل على قناتهم الرياضية التي وكأنها هي الإرث الوحيد لذلك المارد الأزرق في ظل النتائج السيئة التي يقدمها الهلاليون ناهيك عن الغضب الجماهيري الأزرق الذي تحولت زفراته إلى سواد حالك لا ندري متى يتلاشى.
تلك القناة التي ستجلب لهم رأس غليص!!.. فهي المستقبل.. والماضي.. والحاضر بالنسبة لهم، لقد بات الهلاليون يتوقعون ويحلمون ان الدخل الذي سيلقي بظلاله على تلك القناة هو من سيجلب لهم تلك الأسماء الرنانة التي لن يشق لها غبار وسيجعل من «ريفيلينوا.. كندينيو.. الامام» ذكريات حزينة في ظل ذلك الدخل المالي الذي لا يقهر.
أشك في ان يستعين متعهد القناة الهلالية ببعض الفاتنات الجميلات حتى تضفي بعض الدلع الشرقي المليح على محطتهم المنوعة.
* أقول إن القناة الهلالية هي مشروع تكميلي متى ما غابت المشكلات الأساسية التي تؤرق عقول وقلوب الجماهير الزرقاء في ظل التنظيم والرؤية المستقبلية الإدارية المفعمة بالتعمق والممارسة والخبرة التي لا تتأثر بعوامل التعرية.. تلك التعرية الفضائية التي ستجعلنا أمام الجميع، السمين منهم والغث وجها لوجه.
* ثم من هذا الذي يكتب التاريخ الأزرق؟.. وبيد من سيدوّن؟..
* ولم لا تكون القناة ملكاً للنادي بعد الخصخصة بحيث تستثمر من قبل رجال الأعمال «المشتري» الذي سيعرف كيف يتخاطب مع لغة المال المعقدة.
* لماذا لا يكون الاشراف على تلك القناة بخبرة هلالية مائة بالمائة؟
* وماذا ستعني أربعة ملايين ريال للخزينة الزرقاء وعقد لاعبهم الأجنبي المغمور اياه.. يفوق ما سيجنيه الهلاليون من قناتهم المزعومة.
* ألا يستحق لي ان اتساءل لماذا يصر الهلاليون على تعليب تاريخهم الرياضي المشرق؟!
* أولئك الواعون الذين يدركون معنى المسؤولية ومعنى ان تحترم جمهوراً بقدر وحجم الجمهور الهلالي العاتب، عتاب شمس ربيعية على صحراء ريفية..
هم من تناسوا قناتهم الرياضية حتى أمد آخر لعله في درب الذاكرة التي لهم فيها اعادة للأوراق الزرقاء وللقرار الإداري لتلك القناة الذابلة التي تنتظر مزيداً من الماء الأزرق حتى تعود للواقع الذي يعني الحياة.
* وسندعهم كذلك حتى يفكوا طلاسم الأزمات الهلالية التي تكاد تكون متلاصقة ومتواصلة والتي لا يفيق الجمهور الأزرق من واحدة إلا وتلقى الأخرى بظلالها على ما تبقى لهم من حلم جميل لعل آخره هو مسلسل الترنج الذي مازال مستمرا في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين!!
* لا نريد ان يحدث للهلاليين ما يحدث للقناة الرياضية الثالثة التي وان روادتك نفسك على مشاهدتها وجب عليك ان تقوم بحالة استنفار لا حدود لها لاصلاح ما افسدته بقية القنوات الأخرى.
* أمور كثيرة يحتاج الهلاليون فيها إلى إعادة أوراق فالزمن مهم.. والعقلية المدبرة أكثر أهمية.. والدخل المتوقع قد يكون سبباً رئيسياً لاستمرار تلك القناة.
* لا نريدها انطلاقة ثم تعثر وتوقف بل لتكن مزيدا من الاستمرار في تدوين التاريخ الأزرق المشرف.
بالإشارة
1 من سيشتري نادي الفيحاء بمحافظة المجمعة بعد قرار الخصخصة والنادي بلا مقر؟!
2 ان يستلم يوردانيسكو فريقا جاهزا يحصد به البطولات شيء وان تصنع فريقا للمستقبل لا يقهر شيء آخر تماما لأن ذلك من نتاج صناع التاريخ أمثال كندينيو.
3 سيظل الأمير بندر بن محمد شمعة تحترق من أجل الهلال.
4 إلى المبدع.. كندينيو يجب ان تتأكد انه سيأتي اليوم الذي ينصفك فيه جمهور الهلال الذي يتوق إليك كثيراً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved