يظهر ان هناك قطاعات أخرى تعاني من «تزمت» بعض منسوبيها ومسؤوليها من مشجعي كرة القدم.. وذلك ما لفت نظري من رسالة «طالب» بمدرسة فوق المرحلة الابتدائية احتفظ باسمه واسم مدرسته وإليكم الرسالة بعد التهذيب والتشذيب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
أصبتم في مقالكم عن الشرطة وتعصب بعض منسوبيها لأندية دون أخرى بما لا يليق بواقعهم الوظيفي وعظم مهمتهم وهم رجال أمن البلد، ولكن ماذا يمكننا ان نقول عن «مدراء» المدارس «وكلمة مدراء خطأ لغوي شائع» ويقصد القارئ مديري المدارس.
ويسترسل قائلاً «إن مدير مدرستنا مشجع متعصب لناد «....» وستلاحظ ذلك منذ دخولك مكتبه حيث ستظن انك دخلت ناديا لا دار علم.وعلى كل حال فإذا فاز فريق مديرنا فسيكون اليوم التالي يوم عيد لنا.. فالحصتان الأولى والثانية لا يدخلهما المعلمون حيث ينتظرون المدير الذي يحضر عادة متأخراً.. وعند حضوره الحصة الثالثة هاشا باشا يقابله بعض المعلمين بالأحضان لفوز فريقه بالأمس ولسان حال مديرنا يقول «يا أرض انشقي ما عليك قدي» فيقضي الفسحة والحصة الرابعة مع المدرسين في استعادة مباراة الفوز وكيف ان لاعبه المفضل قد أبلى بلاء حسنا، ثم نقضي باقي اليوم الدراسي في تهان وتبريكات بيننا وبين المدرسين الذين يسرون لنا انهم يشجعون الفريق الآخر ولكنهم يجاملون المدير ليرتاحوا من صياحه وغضبه على كل من يخالفه في الميول، عدا «مدرسي» الدين والرياضيات فالشهادة لله انهما الوحيدان الحريصان كل الحرص على أداء امانتهما وتدريسنا ماديتهما بكل جدية.
أما إذا انهزم فريق سعادة المدير فهذا يعني ان اليوم الدراسي التالي سيكون يوما عسيرا، حيث نعلم عن وصوله إلى المدرسة من صراخه على عمال النظافة ثم جولته على الفصول ومعه الوكيل والمرشد وهات يا اهانات لنا بتهم عدم جدوى تبرعاتنا للمدرسة ثم يقوم بالتفتيش عن الجوالات بالحقائب ثم يغادر الفصل ومعه عدد من الجوالات الممتازة أما الجوالات رخيصة الثمن فهو يحطمها داخل الفصل ثم يدوس عليها بقدميه، وينتقل هو وصحبه الكرام إلى فصل آخر وهكذا.. والكل مرتبك ما عدا مدرسي الدين والرياضيات يقصد «معلمي التربية الإسلامية ومادة الرياضيات».. ثم بعد نزوله من الدور يتجمع المدرسون ويقهقهون على تصرفات المدير وعن احمرار وجهه وعينيه والاشادة بالفريق الآخر الذي احبوه نكاية بسعادة المدير.. وتمضي بقية العام الدراسي ونحن في شد وجذب حسب نتائج فريق المدير في الدوري، علما بأن مدرستنا دائماً ما تفوز بجوائز مدرسية كالمدرسة المثالية ونحوها.. وكذلك زوار إدارة التعليم وضيوفها فهم غالبا ما يزورون مدرستنا.. علما انهم لا يعلمون ان مدرستنا «لابسة الخلاخل والبلوى من الداخل» إضافة إلى حلاوة وطلاوة لسان مديرنا وقدرته على معسول الكلام مما يجعل الجميع لا يصدق ما نقول عنه.. وبعذرهم ضباط الشرطة والذين يرغبون في ترفيع وحظوة عند مديرهم المشجع كما هو حال مديرنا المشجع».
هذه الرسالة تلقيتها باسم صريح وقد حذفت منها الكثير وشذبت وهذبت.. فوالله ذهلت ان تكون إحدى مدارسنا قد وصل الأمر بمديرها إلى هذا الحد من الانفلات الاخلاقي، وعند سؤالي لعدد من الطلاب عن الأمر أكدوه.. كما أكدوا ان ثمن سكوتهم هو النجاح وبتفوق آخر العام الدراسي.. وعن عدم إخبارهم لأولياء أمورهم.. أكدوا راحتهم التامة لهذا الوضع.. لكيلا ينقلهم آباؤهم إلى مدارس جادة وهي الأكثرية ولله الحمد ومع ذلك أعدت التحري وإذا بالأمر صحيح وصدق الطالب وكذبت ظنوني بكل أسف.. بل الخافي أعظم.. وعاش مشجعو كرة القدم من المديرين القدوة «الصالحة» لأجيالنا.. وبئس بها من قدوة وبئس بها من أجيال إذا كان هذا حال «معديها».فوالله حزنت كثيرا وتأكدت ان في الأمر خللاً وخللاً كبيراً سيدفعه المجتمع أو جزءاً هاماً منه مع يقيني بأن هذه الظاهرة رغم خطورته تقتصر على عدد محدود جدا من المديرين وأربأ بمديري المدارس أن يكونوا على ذلك الوضع.. وتلك الحالة لا تعني التعميم بحال ولا تعني الاستمرار أيضاً.. فمديرو المدارس من خيرة طبقات المجتمع ومن صفوتهم خلقا وسلوكا وقدوة صالحة ليبقى تأثير ذلك «المدير المشجع» محدودا لاقتصار صلاحيته على مدرسة واحدة في الوقت الذي ابتهل فيه إلى الله الهداية لنا وللزميل ومن في وضعه تقديراً لعظم الرسالة التي يحملونها.. ولا ننكر عليهم انتماءهم الكروي ولكن ليبق خارج اطار المدرسة.. فالمدرسة تأتي مكانتها بعد المسجد.. وأسأل الله ان يسبغ علينا تقديرنا جميعا للمسؤولية والترفع عن الانجراف «الصبياني» خلف الكرة.. فمدير المدرسة قدوة وأي قدوة في مدرسته وحيه وفي كل مكان يذهب إليه.. وعمل مدير المدرسة إنما هو أمانة غالية في الأعناق فلنصحح الوضع وإلا صححته إدارات التعليم بإعادة تأهيل تربوي لهذا «المدير المشجع».ويعلم الله ان كثيرا من مديري مدارسنا لا يعلمون ولا يودون ان يعلموا عن ميول معلميهم وزملائهم الكروية رغم طول مدة العمل معهم.. فالأهم هو مصلحة العمل ثم العلاقات الإنسانية داخله أما الميول الكروية فلتبق خارج إطار العمل.. والكرة أصبحت مثل المال ما ان يدخل بين خلة إلا أفسدها.. والله تعالى من وراء القصد.
هل أبطرتهم البطولة؟!!
قلة من منسوبي الأهلي لها سلوكيات غريبة.. فتعمل عكس مصلحة ناديها.. وعكس اخلاقيات ومبادئ ناديها.. وتجعل المرء يراجع نفسه كثيراً عن أية مشاركة ايجابية تجاه ناديهم وذلك راجع إلى قصر نظر هؤلاء البعض من منسوبي النادي الرسميين واضمحلال ثقافتهم وانعدام وعيهم وتداخل الأمور عليهم والخلط في الفهم عندهم.. وقد تبطرهم بطولة.. وقد تكون تلك البطولة اختباراً من الله فالفوز لا يعطي الحق للمتسلقين «بمشاغبة» الآخرين.. وقد قيل ذو الشرف لا تبطره منزلة نالها وإن عظمت يظل شامخا لا تزعزعه الرياح.. والدنيء تبطره أدنى منزلة كالكلأ الذي يحركه مر النسيم.. والأهلي كبير إن شاء الله بمبادئه وبرجاله وبجماهيره.. فلا تدعوا الفرصة للصبية يسيئون للناس بحجة تحقيق بطولة!!.
نبضات صحفية!!
* الاخوان خالد دراج وصالح العمودي.. الوطنية ممارسة وعمل ملموس ومحسوس.. وتغطيتكما الباهتة للإنجاز الوطني الرياضي الأخير كشفت «الانتماء».. وما دام المرء تشرف بالانتماء لهذا الوطن.. فعليه ان يكون في مستوى هذا الوطن العظيم.. فمن لا يحب وطنه لا يمكنه حب شيء آخر أبداً.. أم ان لديكما رأياً آخر؟!!
نبضات
* إجازة عيد الأضحى المبارك أعطت البطولة الأهلاوية مساحة واسعة من الاحتفاء والاحتفال بها.. والحديث عن الإنجاز الأهلاوي في المجالس والمنتديات والصحف الوطنية.. وذلك على عكس جيرانهم الذين مرت عليهم هذه الإجازة طويلة ومملة ولم تحدث أحداث رياضية أخرى تطغى على الفرحة الأهلاوية و«إنما الأعمال بالنيات».
* سؤال بريء «للحكم» عبدالمحسن الزويد الذي حكم مباراة الشباب والأهلي.. هل أنت متأكد من كونك حكم كرة قدم معتمد؟!!
حاشا لله ان تكون حكماً.. فالصافرة أمانة فرغم طردك لصالح صديق لم تحتسب ثلاث ضربات جزاء للأهلي ومع ذلك تناسيت خشونة تكر ونسيت ان المشعل هو مشعل المنتخب قبل ان يكون مشعلاً للأهلي.. و«عش رجبا تر عجبا».. وفضحتمونا يا لجنة الشقير من بدري.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
* الكابتن سلطان بن مناحي كابتن المنتخب السعودي ونادي الهلال السعودي وأحد أفضل ثلاثة لاعبي وسط مروا على الملاعب السعودية.. ذكر قبل أكثر من ثلاثين عاما ان أفضل فريق يوم ذاك هو «أهلي جدة» وأفضل مدافع هو «عبدالرزاق أبو داود».. فهل يعيد التاريخ نفسه؟ لا تعليق!!.
|