دعيني أيتها الحيرة.. فلست قادراً على لمِّ جروحي.. واختزان آهاتي.. دعيني وشأني فلست قادراً على تصوير معاناتي.. وترجمتها.. فكل حرف عاجز عن الوصف.. وكل كلمة تحني وتتراجع إلى معنى «اللامفهوم» أمام دموعي المتناثرة.. حقيقة لا يستطيع الإنسان وصف أوجاعه.. ومعرفة همومه.. فكثيراً ما يحار كيف يصور ذاته.. وتتناوشه الأوهام بعد ذلك.
* فهذه الحيرة التي آلمتني كثيراً.. وناشدت قلمي العزيز لإنقاذي من أسر قيودها ولأجد قلمي لم يسلم من مداعبات هذه الحيرة المؤرقة.. فحار قلمي لسبب حيرتي التي أكمن فيها.. ولكني أخبرته أنني حائر بسبب هذا العالم الغريب.. هذا السبب الذي كشفت النقاب عنه مؤخراً وبعد جهد جهيد من التفكير والأخذ والرد مع كل من يقابلني لأحكي له قصتي مع هذه الحيرة وآلامها ولأكتشف أن سببها هذا العالم الغريب الذي يعانيه أناس أغرب منه.. وحرت أيضاً من ضياع الحب وقتله بخنجر الخيانة ودفنه تحت طبقات الثرى وهو لا يزال طفلاً.. حرت أيضاً من فقدان الوفاء وضياعه في زحام الغدر.. وتزعُّم الأنانية مبادئ البشر. فيا لغرابة هذا العالم!!
* أشياء كثيرة حيرتني.. ولكني أقف عاجزاً عن وصفها.. ولأنها الحيرة فلا أستطيع ان اصفها.. ذلك أن الحيرة مؤلمة.. مؤلمة جداً!!
* فطاب لي أن أخاطب قلمي: فيا قلمي أعذرني.. وترفَّق بي.. واجعلني صديقاً لك ينشد لك حيرته.. ويصف لك وحدته.. ومعاناته من مضايقات هذه الحيرة.. فإلى متى أكون أسيراً لهذه الحيرة المؤرقة فعلاً.. ولمَ لا أقول إن الحيرة غزت أحلامي وكانت هذه الحيرة مجرد حلم!!
* واكتنفت أحلامي مباعث هذه الحيرة.. وهذا ليس غريباً.. ولكنه الحلم!!
والحلم يظل في بعض الأحيان جميلاً.. ولكنه في النهاية... حلم!!
|