منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له (بإذن الله) جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) أدرك ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة أهمية الدعوة إلى الله ودفع المسيرة الدعوية بثبات لتحقيق أهدافها الخيرة ومن أجل ذلك خطت بلاد الحرمين الشريفين خطوات متسارعة ومتتابعة بالقيام بما أوجبه الله عليها من تبليغ رسالة الحق إلى الناس وتبصيرهم بأمور دينهم وتعليمهم بما لايسعهم الجهل به فعنيت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بهذا الجانب فاهتمت بشكل أوسع وأشمل بجميع أمور الدعوة والدعاة وصار من أهدافها العامة وسياستها المعتمدة اختيار الدعاة الأكفاء وإعدادهم ونشرهم وحض المسلمين على التمسك بتعاليم دينهم ودعوة غير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة وتعميق مبدأ الأخوة الإسلامية بين المسلمين بما في ذلك مواجهة خطر الحركات والمبادىء الهدامة ودحض الشبهات التي تثار عن الإسلام واستعمال كافة الوسائل المتاحة للتعريف بالإسلام وإبلاغ رسالته للناس كافة وغير ذلك بما لايتسع المقام لحصره، ومن هذا المنطلق قامت هذه الوزارة المباركة بدور ريادي في الدعوة إلى الله رغم حداثة نشأتها وحققت إنجازات عظيمة وخصوصاً في الجانب التنظيمي والذي يعد عاملاً مهماً وحيوياً في نجاح البرامج والخطط الدعوية. والأهم من ذلك ما توليه حكومة المملكة من دعم سخي لقطاع الدعوة والإرشاد وتوفير الكوادر الإدارية والميدانية وطباعة الرسائل العلمية والدعوية واستغلال المناسبات بما يحقق للدعوة أهدافها النبيلة يأتي تفاعل القطاعات الحكومية الأخرى مع هذه الوزارة لبنة أخرى في طريق نجاح البرامج والخطط الدعوية ولم يقتصر عمل هذه الوزارة الفتية على الداخل فقط بل تعداه إلى خارج الحدود فالمملكة لها عدد كبير من الدعاة وهم (بحمد الله) مؤهلون ودرسوا العلم الشرعي في جامعات المملكة وتعرفوا على أساليب الدعوة إلى الله من خلال رفع قدراتهم بدورات شرعية وتأهيلية وتعريفهم بما يستخدم من أمور ومن وسائل حديثة تخدم الدعوة إلى الله مع تزويدهم بالمعلومات والمعارف التي تثري حصيلتهم العلمية ومن المعلوم به أن الداعية إلى الله يجب أن يتلقى حصيلته العلمية من مصادر موثوقة لذلك اهتمت الوزارة في هذا الأمر وطبعت الكتب الموثوقة والبحوث العلمية التي تُعنى بالدعوة والدعاة وأحدثت وكالة مستقلة لشؤون المطبوعات والنشر حتى أثرت الساحة الدعوية بآلاف المطبوعات التي توزع في المناسبات الدينية كالحج والملتقيات الدعوية في الداخل والخارج وأسهمت بشكل أساسي إلى رفع مستوى الوعي لدى المجتمعات.
وأبرزت جهداً دعوياً يتوافق مع الإمكانات المتاحة وفي نفس الوقت قامت بإنشاء مركز متخصص للبحوث والدراسات يتولى الاهتمام بكل ما يتعلق بشؤون الدعوة إلى الله.
وقد أوضحت الدراسات والإحصائيات المتلاحقة من الوزارة وغيرها أن هناك جهداً عظيماً يبذل وعملاً دؤوباً يتوالى وإنجازاً فريداً تحقق وأصبح هناك نظرة مستقبلية في إطار رؤية بعيدة تضمن (بمشيئة الله) نجاح الدعوة إلى الله وأهدافها لسنين قادمة وأجيال متعاقبة.
ولا شك أن الوزارة وفي زمن قياسي قصير اكتسبت خبرة طويلة في مجال الدعوة إلى الله وخصوصاً على المستوى الداخلي فسعت إلى إشراك المواطن والمقيم الى المساهمة في الدعوة وأقامت معرضاً متنقلاً تقيمه كل سنة في إحدى مناطق المملكة وها هو يحط رحاله في منطقة القصيم بمسمَّى معرض وسائل الدعوة إلى اللَّه بشعار (كن داعياً) من الفترة 22/1/1423هـ إلى 1/3/1423هـ وهذا المعرض يتضمن مختلف وسائل الدعوة إلى الله والتعريف بها وتوضيح أساليب استخدامها والاستعانة بها مع بيان الوسائل الأكثر مناسبة لكل فئة من فئات المدعوين إضافة إلى التعريف بجهود المملكة في الدعوة إلى الله وخدمة الإسلام والمسلمين عبر أجهزتها المختلفة وهذا بلاشك ينمي روح الحس الدعوي وإحياء روح الدعوة إلى الله لدى الجمهور وتكوين جيل متواصل دعوياً مع الوزارة عبر قنوات رسمية تعمل بصورة صحيحة وقد ثبت للجميع نجاح هذا المعرض في المناطق التي أقيم بها ولا أنسى أن أشيد بدور صاحب المعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فضيلة الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي يبذل جهوداً طيبة في سبيل الإعداد لهذا المعرض الدعوي فمعاليه يسعى دائماً إلى إنجاح الدعوة إلى الله من خلال التوعية الشاملة ومشاركة المجتمع في تفعيل الدعوة إلى الله وإنجاح خططها وما هذا المعرض إلا ثمرة من ثمار جهوده الطيبة وجهده المبارك.
يظل دورنا كمواطنين وجهات خيرية وأهلية في تفعيل هذا المعرض وتحقيق أهدافه الخيرة من خلال المشاركة الإيجابية كما يتطلب الأمر ونحن نستعد لاستقبال هذا الحدث الدعوي المهم في القصيم أن تبذل الوزارة جهداً أكبر ضماناً للتميز واستغلالاً للمواهب الثقافية والكوادر العلمية التي تحظى بها المنطقة من رجال العلم والمشايخ وأساتذة الثقافة والأدب وما أعرفه أن فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالقصيم قد وضع خطة عمل وشكَّل لجاناً تحضيرية وأخرى عاملة ونطمع أن يكون الجهد المبذول أعم وأشمل.
كما آمل أن يحظى هذا المعرض بتغطية إعلامية مسبقة يبرز الجهود المبذولة ويحقق الأهداف المنشودة ويعكس واقعاً دعوياً حياً له ثمرته على المجتمع والأمة.
كما آمل أن يحظى هذا المعرض بتغطية إعلامية مسبقة يبرز الجهود المبذولة ويحقق الأهداف المنشودة ويعكس واقعاً دعوياً حياً له ثمرته على المجتمع والأمة.
وختاماً أسأل المولى سبحانه أن يوفق ولاة الأمر لهذه البلاد المباركة ويرزقهم الإخلاص في القول والعمل إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|