Sunday 16th february,2003 11098العدد الأحد 15 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العيد كلمة العيد كلمة
عيد زمان
ابراهيم بكري(*)

مهما اختلفت تضاريس العيد وعاداته وتقاليده من مكان لآخر يبقى العيد محتفظاً بمعناه السامي.. الحب... الصفاء... التلاحم... التواصل... الفرحة.. أليست هذه المعاني كانت بالماضي، أما الآن الله يستر عليك ياعيد!!!!!
لا أدري من المسؤول العيد أم الزمن؟؟؟؟؟؟
بقدر عدم معرفتنا بمسؤولية من سلب فرحة العيد وجماله من أعماق قلوبنا التي أصبحت تتعطش للحب والصفاء تلاشت معاني العيد وأصبحت أطلالاً من الماضي.
مازلت أتذكر أيام الطفولة والأنامل الصغيرة لا تتعب ولا تمل وهي تمارس هوايتها بطرق أبواب الجيران والأهل والأقارب من أجل ريالات قليلة أو حلوى كانت تعني لنا الكثير...
ومازلت أتذكر تمتعي وأنا أمارس هوايتي في ركوب الخيل «عفواً» أقصد ركوب الخروف ووالدي يصرخ بأعلى صوته ياولدي قد مات شهيداً... «عفواً» أقصد ياولدي قد تكسر رجل خروفنا وتحرمنا من أضحيته......
ومازلت أتذكر مشاعري الفياضة وأنا أودع أول أيام العيد وثوبي الجديد قد تمزق من كل جانب بسبب الركض واللعب مع عيال الحارة لا ملاهي ولا حدائق أما لونه فقد تغير تماماً، أصبح الثوب متسخاً بالتراب ودم الأضاحي وغيرها وحلاوة العيد كانت علقة الضرب التي كانت بانتظاري في أحضان المنزل من الوالد الحبيب والأم الحبيبة.
بالرغم من هذه الذكريات الجميلة التي لم نعد نشاهدها كان العيد يعني لنا الكثير من الفرح والسرور كنا نبكي لفراق العيد ونتمنى عودته مرة أخرى.
أما الآن فالأطفال مساكين محرومون من ركوب الخرفان، ملابسهم لا تتمزق ولا تتسخ وأناملهم مكسوفة من طرق الأبواب بحثاً عن الحلوى والريالات، مساكين حقاً أرصدتهم خالية من الذكريات ولا يعرفون متعة اللعب مع عيال الحارة، أصدقاؤهم بليستيشن واخوانهم وجيرانهم السيد كمبيوتر وعياله، مساكين لم يذوقوا متعة ضربة العيد لأن الضرب ممنوع من وزارة المعارف والشاطر يفهم....
بقدر اختلاف عيد الماضي وعيد الحاضر مازلت أتعطش لأيام زمان وحلاوتها وأخيراً «لاتفهموني غلط» أنا كبرت ولم يضربني أحد بالعيد لأن ملابسي نظيفة ولم تتمزق وأنفي تعالت وتكبرت على شم رائحة الخرفان ودمها ولا أركض ولا ألعب مع عيال الحارة وأناملي تعالت لا تطرق الأبواب... رغم هذا فأنا لست سعيداً لأني لم أشعر بالسعادة في قلوب أطفالنا المساكين.

(*) مدير مكتب الجزيرة بجازان

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved