واشنطن تضع اللمسات الأخيرة لبرنامج مساعدات للأردن وإسرائيل
مليارات الدولارات من أمريكا لتركيا لتخفيف آثار الحرب

  * واشنطن رويترز:
اقترب مفاوضون أمريكيون وأتراك من اتفاق تحصل تركيا بمقتضاه على برنامج معونات حجمه عدة مليارات من الدولارات يهدف إلى مساعدة أنقرة حال غزو محتمل للعراق، وفقا لما أفادت به يوم الجمعة مصادر أمريكية.
وتضع الإدارة الأمريكية أيضاً اللمسات الأخيرة على برامج مساعدات قيمتها مليارات الدولارات لإسرائيل والأردن لمساعدة البلدين إذا ما تأثرا بحرب محتملة مع العراق.
واجتمع الرئيس الأمريكي جورج بوش مع وزير الخارجية التركي ياشار ياقش وآخرين مطالبا بالتوصل بسرعة لاتفاق من شأنه أن يمهد الطريق نحو السماح للقوات الأمريكية باستخدام أراضي تركيا عضو حلف شمال الأطلسي منصة انطلاق لحرب محتملة.
وقالت تركيا إنها تحتاج إلى مساعدات أمريكية لتخفيف آثار الصدمة الاقتصادية لصراع محتمل.
وقال مسؤول أمريكي يوم الجمعة «عقدنا محادثات طيبة وصريحة، والمناقشات تحرز تقدما»، لكن لم يتضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع كما يأمل المسؤولون الأمريكيون.
ورغم عدم استكمال البرنامج توقعت مصادر في الكونجرس أن يصل حجم البرنامج إلى نحو 14 مليار دولار وأن يكلف دافعي الضرائب الأمريكيين نحو أربعة مليارات دولار خلال ثلاث سنوات.
ويشمل هذا المبلغ منحا والتمويل اللازم لضمان قروض تصل إلى عشرة مليارات دولار تستطيع تركيا الحصول عليها من البنوك الخاصة.
لكن تركيا طلبت من الولايات المتحدة زيادة حجم البرنامج بنحو عشرة مليارات دولار وقال مسؤولون أمريكيون إن الجانبين واصلا يوم الجمعة بحث التفاصيل، وبدأت هذه الجولة من المحادثات يوم الخميس.
وفي زيادة للضغط على واشنطن تراجع رئيس الوزراء التركي عبد الله جول يوم الخميس عن تعهد بإجراء تصويت في البرلمان يوم 18 فبراير/شباط بشأن ما إذا كان سيسمح لقوات أمريكية ينتظر ان يبلغ قوامها 30 ألف جندي باستخدام قواعد في تركيا لغزو شمال العراق.
وقال للصحفيين إن موعد التصويت مرتبط بالمحادثات في واشنطن.
وسمحت تركيا للولايات المتحدة بتحديث وتطوير بعض القواعد لاستخدام محتمل في حرب لكنها لم تعط واشنطن تصريحا باستخدامها في هجوم.
وتريد تركيا تفادي حرب لكنها طلبت من حلف شمال الأطلسي مساعدتها في التخطيط لدفاعاتها حال نشوب صراع.
وأثار الطلب انقساما داخل الحلف حيث ترفض ألمانيا وفرنسا وبلجيكا البدء في التخطيط إلا إذا كانت الحرب حتمية.
وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الأبيض «دعونا نمنح حلف شمال الأطلسي فرصته، الحلف يواصل مناقشاته في هذا الشأن».
وأضاف أن «الرئيس جورج بوش ما زال متفائلا أن حلف شمال الأطلسي سيفعل في نهاية الأمر ما فيه مصلحة الحلف.. وهو تلبية طلب تركيا المساعدة».
وتضع إدارة الرئيس الأمريكي برامج مساعدات منفصلة لإسرائيل والأردن وحلفاء آخرين.
وشكل البيت الأبيض «مجموعتي عمل» لبحث طلب إسرائيل الحصول على مساعدات عسكرية إضافية قيمتها أربعة مليارات دولار وعلى ضمانات قروض أمريكية حجمها ثمانية مليارات دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ومن المقرر أن يصل وفد إسرائيلي إلى واشنطن هذا الأسبوع تراوده الآمال في الانتهاء من تفاصيل البرنامج في وقت قريب.
وبمقتضى الاقتراح الإسرائيلي ستخصم الولايات المتحدة من القيمة الإسمية لضمانات القروض أي مبالغ تنفقها إسرائيل على الأنشطة الاستيطانية في المناطق الفلسطينية.
وإسرائيل بالفعل أكبر متلق للمعونات الأمريكية إذ تحصل على نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا معظمها في صورة مساعدات عسكرية، وبرنامج المعونة الجديد سيأتي إضافة إلى أي التزامات أمريكية قائمة.وقال مسؤولون إن واشنطن وعدت الأردن أيضاً بمنحه مساعدات تزيد على مليار دولار قد يتم إحالتها إلى الكونجرس للموافقة عليها خلال الاسابيع القادمة.