* واشنطن نيويورك الوكالات :
حرص الرئيس الأمريكي جورج بوش مساء السبت على أن يكون مطمئنا إزاء خطر وقوع اعتداءات إرهابية لكنه دعا في الوقت نفسه الأمريكيين إلى التيقظ فيما أبقيت حالة التأهب رسميا على مستوى «عال جدا».
وقال الرئيس الأمريكي في كلمته الإذاعية الأسبوعية إن «بلادنا تستعد لمواجهة جملة من التهديدات نتمنى أن لا تتحقق، وكثير من هذه المخاطر هي غير عادية ومقلقة لكن الطريقة الفضلى لمواجهتها تكمن في استباقها والتحرك بتأن وتصميم».
وذكر بوش بأن «مستوى حالة الإنذار الإرهابي الوطني قد رفع الأسبوع الماضي إلى مستوى عال، وهذا يشكل بالأساس إشارة إلى السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات والمحلية لاتخاذ تدابير وقائية إضافية تحسبا لأي اعتداءات ممكنة».
وقال «إن رفع مستوى الإنذار ينبه أيضاً الشعب بضرورة التحلي بدرجة أكبر من التيقظ والاستعداد لأوضاع طارئة محتملة في حال وقوع اعتداءات».
لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه «ينبغي على الأمريكيين مواصلة حياتهم كالمعتاد» داعيا أولئك الراغبين في الحصول على مزيد من المعلومات لتصفح موقع قسم الأمن القومي على شبكة الإنترنت.
إلى ذلك حذر بوش من أن «أعداءنا ما زالوا مصممين على مهاجمة أمريكا وأنه لا يوجد أي أمن تام مقابل شبكة سرية من القتلة».
وقالت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جورج بوش في إرشادات جديدة لاستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب إنها ستقود الحرب ضد الإرهاب العالمي بالسعي للحصول على المساعدة من دول أخرى إلا أنها ستتصرف بمفردها إذا لزم الأمر.
وتشير الوثيقة التي تتحدث فيها الولايات المتحدة عن استراتيجيتها إلى أنها «سترغم» إذا لزم الأمر دولا أخرى على اقتلاع العمليات الإرهابية بداخلها من جذورها إن لم تتعاون هذه الدول طواعية.ومضت الوثيقة تقول «تسعى الولايات المتحدة بشكل مستمر لكسب مساندة المجتمع الدولي في حربها ضد خصم موحد.. ولكن إذا لزم الأمر لن نتردد في التصرف بمفردنا وممارسة حقنا في الدفاع عن النفس بما في ذلك اتخاذ إجراءات وقائية ضد الإرهابيين لمنعهم من إلحاق أضرار بشعبنا وبلادنا».
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ستسعى لكسب مساعدة الدول التي تنشط بها جماعات إرهابية حتى تقتلع هذه الجماعات من جذورها كما ستساعد في بناء مؤسسات في الدول «الضعيفة ولكن المرحبة» لتشكيل ضغط دبلوماسي وإقناع الدول غير المتحمسة على التعاون.
وأضافت الوثيقة «في الدول غير المرحبة سنتخذ إجراءات حاسمة لمواجهة التهديد الذي تمثله وسنرغمها على التوقف عن مساندة الإرهاب».
وتخوض الولايات المتحدة حاليا معركة دبلوماسية مع فرنسا ودول أخرى حول حملة الرئيس الأمريكي جورج بوش لنزع أسلحة الدمار الشامل التي تقول واشنطن إن العراق يملكها.
وربط بوش بين نزع أسلحة العراق وحربه ضد الإرهاب التي بدأها منذ الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ايلول عام 2001.
وتعهد بوش بتخطي الأمم المتحدة وقيادة ائتلاف من الدول التي تساند موقفه ضد العراق إذا فشلت الأمم المتحدة في نزع سلاح العراق تماشيا مع قرار اتخذه مجلس الأمن العام الماضي.
وتتطالب كل من فرنسا وألمانيا وروسيا والصين بعدم التسرع في اتخاذ قرار بشن حرب.
ومن أهم العناصر في استراتيجية الإدارة الأمريكية مهاجمة قيادات الشبكات الإرهابية والحيلولة دون تقديم مساعدة وملاذ للجماعات الإرهابية وتقليل الأجواء التي تعزز المساعدة لمثل هذه الجماعات والدفاع عن الولايات المتحدة كما تتضمن الاستراتيجية إرشادات خاصة بالأمن القومي وأسلحة الدمار الشامل والأمن.
من جهة أخرى، قال مسؤول أمريكي كبير أمس الجمعة إن الحكومة الأمريكية ستراجع خلال الأيام القادمة الحاجة لإبقاء البلاد في ثاني أعلى مستوى للتأهب الأمني تحسبا لهجمات إرهابية.
وأضاف المسؤول للصحفيين «ما سنفعله خلال الفترة القادمة هو إلقاء نظرة جادة حقيقية بشأن إلى متى نحتاج للبقاء عند هذا المستوى».
ورفع المسؤولون الأمريكيون الأسبوع الماضي التأهب الأمني إلى ثاني أعلى مستوياته الخمس قائلين إن هناك مؤشرات على التخطيط لهجوم ضد أهداف غير محددة في الولايات المتحدة.
|